للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكرم والجود والسخاء والسماحة معانيها متقاربة، وفرق بعضهم بينها بفروق فجعل الكلام الإنفاق يطيب النفس فيما يعظم خطره ونفعه، وسموه أيضاً حرية وهو ضد النذالة. والسماحة: التجافي عما يستحقه المرء عند غيره بطيب نفس وهو ضد الشكاية، والسخاء: سهولة الإنفاق وتجنب اكتساب ما لا يحمد وهو الجود، وهو ضد التقتير اهـ. قال في «المصباح» : يقال: جاد الرجل يجود جوداً بالضمّ، تكرّم (والإنفاق في وجوه الخير) من صدقة وصلة رحم وقرىء ضيف ووقف على جهة خير ونحو ذلك (ثقة با تعالى) أي بوعده الذي لا يخلف من حسن الجزاء على ذلك في دار القرار، قال الله تعالى: {إن الله لا يظلم مثقال ذرّة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً} (النساء: ٤٠) وقال تعالى: {من جاء بالحسنة فله خير منها} (النمل: ٨٩) وقال: «والصدقة برهان» أي علامة على تصدق باذلها بوعد الله تعالى: (قال الله تعالى) : ( {وما أنفقتم من شيء} ) أي في رضى الله تعالى: ( {فهو يخلفه} ) يعوضه في الدارين أو في أحدهما وقد تقدمت مع الكلام عليها في باب الإنفاق على العيال.

(وقال تعالى) : ( {وما تنفقوا من خير فلأنفسكم} ) أي وأيّ إنفاق منكم لمرضاة الله تعالى فلأنفسكم ثوابه فلا تمنوا به على أحد ( {وما تنفقوا إلا ابتغاء وجه ا} ) الواو للحال أو عطف، يعني أن المؤمن لا ينفق إلا لمرضاة الله تعالى، وقيل: نفي في معنى النهي. قال عطاء الخراساني: معناه إذا أعطيت لوجه الله فلا عليك ما كان عمله فإنك مثاب لنفسك، كان السائل مستحقاً أو غيره برّاً أو فاجراً ( {وما تنفقوا من خير يوفّ إليكم وأنتم لا تظلمون} ) فلا ينقص ثواب صدقاتكم.

(وقال تعالى) : ( {وما تنفقوا من خير} ) أي مريدين به مرضاته سبحانه ( {فإن الله به عليم} ) أي فيجازيكم بقدره، وفيه ترغيب في الإنفاق لذلك.

١ - (وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي قال: لا حسد) أي لا غبطة كما

<<  <  ج: ص:  >  >>