١٥ - باب في المحافظة على الأعمال الصالحة وترك التهاون بها والتساهل فيها
وقد أحسن المصنف في تعقيب هذا الباب لما قبله لأن الحاصل من هذا الباب الترغيب في ملازمة العبادة والطريق الموصل إلى ذلك الاقتصاد فيها، لأن التشديد قد يؤدي إلى ترك العبادة المذموم كما تقدم، وقد سبق المصنف لهذا الترتيب الحافظ البخاري، فعقب باب ما يكره من التشديد في العبادة الذي عبر عنه المصنف هنا بالاقتصاد فيها بباب ما يكره من ترك قيام الليل لمن كان يقومه الذي عبر عنه المصنف هنا بباب المحافظة على الأعمال، فاستحسنه الحافظ ابن حجر لما ذكرناه آنفاً.
(قال الله تعالى) : {ألم يأن} ) يحن ( {للذين آمنوا} ) أنزلت في شأن الصحابة لما أكثروا المزاح ( {أن تخشع قلوبهم لذلك الله وما نزل} ) بالتشديد والتخفيف ( {من الحق} ) القرآن ( {ولا يكونوا} ) معطوف على تخشع ( {كالذين أوتوا الكتاب من قبل} ) هم اليهود والنصارى ( {فطال عليهم الأمد} ) الزمن بينهم وبين أنبيائهم ( {فقست قلوبهم} )(الحديد: ١٦) لم تلن لذكر الله تعالى.
(وقال تعالى) : ( {وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفه ورحمة ورهبانية} )(الحديد: ٢٧) هي رفض النساء واتخاذ الصوامع.
قال الكواشي: ورهبانية ليست معطوفة إنما هي منصوبة بفعل مضمر يفسره المظهر تقديره: وابتدعوا رهبانية. قال: وجوّز بعضهم عطفاً على ما قبلها وجعل ابتدعوها صفة تقديره، وجعلنا في قلوبهم رأفة ورحمة ورهبانية مبتدعة تلخيصه وفقناهم للتراحم اهـ ( {ابتدعوها} ) من قبل أنفسهم ( {ما كتبناها عليهم} ) ما أمرناهم