للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٣ - باب ملاطفة اليتيم

هو صغير لا أب له. قال ابن السكيت: اليتيم في الناس من قبل الأب وفي البهائم من قبل الأم. قال ابن خالويه: وفي الطير بفقدهما لأنهما يحضنانه ويرزقانه. قال شيخ الإسلام زكريا في «شرح التنقيح» بعد نقله وتعليله: لا يأتي في جميع الطيور اهـ. (والبنات) أي بنات الإنسان نفسه ومثلهن فيما ذكر بنات غيره والتنصيص عليهن لأن بعض الناس يضجر منهن ويقسو عليهن والبنات جمع مؤنث سالم واحده بنت والتاء التي في المفرد حذفت كالتاء التي في مسلمة فهي غير التي في مسلمات فلذا نصب بالكسرة قال تعالى: {أصطفى البنات} (الصافات: ١٥٣) (وسائر الضعفة) من العبيد والإماء (والمساكين) أي المحتاجين فالمراد منه ما يشمل الفقراء قال الشافعي رضي الله عنه: الفقير والمسكين إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا. ثم المسكين مفعيل من الكسون. قال القرطبي: وكأنه من قلة سكنت حركاته، قال تعالى: {أو مسكيناً ذا متربة} (البلد: ١٦) أي لاصقاً بالتراب (والمنكسرين) أي لطارق حل بهم (والإحسان إليهم) ببذل الندى أو دفع الأذى أو كلمة طيبة: كأمر بمعروف أو نهي عن منكر أو دعاء لهم قال تعالى: {وأحسنوا إن الله يحب المحسنين} (البقرة: ١٩٥) (والشفقة) أي الحنوّ (عليهم) والرحمة لهم، قال تعالى في وصف نبيه: {وكان بالمؤمنين رحيماً} (الأحزاب: ٤٣) وعلامة ذلك النصح لهم وأن يحبّ لهم ما يحبّ لنفسه من وجوه الخير (والتواضع) قال الجنيد: هو خفض الجناح ولين الجانب (معهم وخفض الجناح لهم) هو عطف تفسيري إن عطف على التواضع وإن عطف على الملاطفة فمن عطف الخاص على العام، وخفض الجناح كناية عن التواضع قاله أبو

<<  <  ج: ص:  >  >>