بوزن علم، أي دمعت (منها العيون، وقد سبق في باب النهي عن البدع) وتقدم ثمة شرحه.......
٥٥ - باب فضل الزهد في الدنيا
الظرف لغو متعلق بالزهد. قال السيد الشريف في «التعريفات» : الزهد في اللغة: ترك الميل إلى الشيء، وفي الاصطلاح هو بغض الدنيا والإعراض عنها. وقيل هو ترك راحة الدنيا طلباً لراحة الآخرة، وقيل هو أن يخلو قلبك مما خلت منه يدك اهـ، وتقدم المراد من الدنيا في حديث «إنما الأعمال بالنيات»(والحثّ) بالمثلثة المشددة، أي التحريض (على التقلل منها) عبر بباب التفعيل المؤذن بالتكلف لما أن ذلك خلاف داعي الطبع البشري قال تعالى: {بل تؤثرون الحياة الدنيا}(الأعلى: ١٦) وقال تعالى: {وتحبون المال حباً جماً}(الفجر: ٢٠) أي فيتكلف الاستقلال منها وإن كان ذلك خلاف طبعه ليسلم من تبعات ذلك (وفضل الفقر) أي غير المذموم، وهو الفقر مما زاد على الكفاية والحاجة.
(قال الله تعالى) : ( {إنما مثل الحياة الدنيا} ) أي صفتها العجيبة الشأن في سرعة نقصها وذهاب نعيمها بعد إقبالها واغترار الناس بها ( {كماء} ) أي كمطر ( {أنزلناه من السماء فاختلط به} ) أي بسببه ( {نبات الأرض} ) واشتبك بعضه ببعض ( {مما يأكل الناس} ) من البر والشعير وغيرهما ( {والأنعام} ) من الكلأ ( {حتى إذا أخذت الأرض زخرفها} ) بهجتها من النبات ( {وازّينت} ) بالزهر وأصله تزينت أبدلت التاء زاياً وأدغمت ( {وظن أهلها أنهم قادرون عليها} ) متمكنون من تحصيل ثمارها ( {أتاها أمرنا} ) عذابنا ( {ليلاً أو نهاراً فجعلناها} ) أي زرعها ( {حصيداً} ) كالمحصود بالمناجل ( {كأن} ) مخففة أي كأنها ( {لم تغن} ) لم تكن ( {بالأمس كذلك نفصل} ) نبين ( {الآيات لقوم