للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متفق عليه (١) .

٣٣٣- باب في كراهة قول: ما شاء اللهُ وشاء فلان

١٧٤٣- عن حُذَيْفَةَ بنِ اليمانِ - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لاَ تَقُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ وَشَاءَ فُلاَنٌ؛ وَلكِنْ قُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ شَاءَ فُلاَنٌ". رواه أبو داود بإسناد صحيح (٢) .

ــ

من أمور الدين والدنيا، ولأنه كلام مستحيل لا وجه له، لأنه لا يفعل إلا ما يشاء، وظاهره حمل النهي على التحريم، وهو الظاهر، وحمل المصنف النهي على الكراهة، كما تقدم في الترجمة، قال الحافظ: وهو أولى (متفق عليه) قال ابن بطال: في الحديث: أنه ينبغي للداعي أن يجتهد في الدعاء ويكون على رجاء الإجابة ولا يقنط من الرحمة، فإنه يدعو كريماً، وقال ابن عيينة لا يمنع أحداً الدعاء ما يعلم من نفسه يعني من التقصير، فإن الله تعالى قد أجاب شر خلقه إبليس، إذ قال (انظرني إلى يوم يبعثون) (٣) .

باب كراهة قول ما شاء الله وشاء فلان

أي: لما توهمه الواو من المشاركة في المشيئة وقتاً. ومشيئة الله تعالى قديمة أزلية، ومشيئة العبد حادثة ممكنة. ١٧٤٣- (عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان) دفعاً للوهم المذكور. وحمل على الكراهة لأن الإِيهام المذكور مدفوع بالاعتقاد الراسخ من حدوث العبد وجميع شؤونه، وما كان كذلك لا يقارن القديم (ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان) لأن ثم: موضوعة للترتيب أي إن معطوفها بعد المعطوف عليه.

والتراخي أي: بعده بمهلة (رواه أبو داود بإسناد صحيح) ورواه الطيالسي عن شعبة عن منصور عن عبد الله بن بشار الجهني الكوفي عن حذيفة. ورواه النسائي في عمل اليوم والليلة.


(١) أخرجه البخاري في كتاب: الدعوات، باب: ليعزم المسألة (١١/١١٨) .
وأخرجه مسلم في كتاب: الذكر والدعاء ... ، باب: العزم بالدعاء ولا يقل إن شئت، (الحديث: ٧) .
(٢) أخرجه أبو داود في كتاب: الأدب، باب: لا يقال خبثت نفسي، (الحديث: ٤٩٨٠) .
(٣) سورة الأعراف، الآية: ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>