للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفضل الناس بعد رسول الله، ووهم من ظن أن الآية عامة في كل عمله إجراء له على القاعدة، وهذا غلط، فإن هذه الآية ليس فيها صيغة عموم، إذ أل إنما تفيد العموم إذا كانت موصولة أو معرّفة في جمع، زاد قوم أو مفرد بشرط أن لا يكون هناك عهد، واللام في الأتقى ليست موصولة، لأنها لا توصل بأفعل التفضيل إجماعاً، والأتقى ليس جمعاً، بل مفرد، والعهد موجود خصوصاً مع ما يفيد صيغة أفعل من التمييز وقطع المشاركة، فبطل القول بالعموم وتعين القطع بالخصوص والقصر على من نزلت فيه رضي الله عنه» اهـ.

(وقال تعالى) : ( {إن تبدوا الصدقات فنعما هي} ) أي إن أظهرتموها فنعم شيئاً إبداؤها ( {وإن تخفوها وتؤثرها الفقراء} ) أي تعطوها مع إخفاء ( {فهو} ) أي إخفاؤها ( {خير لكم} ) والآية عامة في كل صدقة، لكن عن ابن عباس: السرّ في التطوع أفضل من العلانية يقال: بسبعين ضعفاً، وصدقة الفريضة علانيتها أفضل بخمسة وعشرين ضعفاف ( {ويكفر عنكم} ) أي الله أو الإخفاء ففيه إسناد مجازي، ومن قرأ مجزوماً فهو عطف على محل جواب الشرط ( {من سيئاتكم} ) من للتبعيض أو لبيان الجنس أي شيئاً هو السيئات ( {وا بما تعملون خبير} ) ترغيب في الإخفاء.

(وقال تعالى) : ( {لن تنالوا البرّ} ) الجنة: أو التقوى، أو كمال الخير ( {حتى تنفقوا مما تحبون} ) أي بعضه، والمراد منه أداء الزكاة أو صدقة السنة، ويدل على الثاني أن كثيراً من الصحابة تصدقوا بأراضيهم وأعتقوا جواريهم حين أنزلت، والمعنى: لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا وأنتم أصحاء أشحاء ( {وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم} ) فيجازي بحسبه (والآيات) الكائنة أو كائنة (في فضل الإنفاق في الطاعات) هي ما تقرب بها إلى المولى (كثيرة معلومة) وفيما ذكر كفاية لمن ألقى السمع وهو شهيد.

١ - (وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله: لا حسد) أي

<<  <  ج: ص:  >  >>