(وقال تعالى) : ( {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} ) آدم وحواء فأنتم متساوون في النسب فلا فخر لأحد على أحد بالنسب ( {وجعلناكم شعوباً} ) الشعب بالفتح رأس القبائل والطبقة الأولى والقبائل تشعبت منه ( {وقبائل} ) هي دون الشعب كتميم من مضر، وقيل الشعوب في العجم والقبائل في العرب ( {لتعارفوا} ) أي ليعرف بعضكم بعضاً لا للتفاخر، وفي الحديث «لتعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم منسأة في الأجل»( {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} ) بيان للخصلة التي بها التفاضل.
(وقال تعالى) : ( {فلا تزكوا أنفسكم} ) أي لا تمدحوها ولا تنسبوها إلى الطهارة ولا تفخروا بأعمالها. قال ابن عطية: ظاهره النهي عن أن يزكي نفسه. ويحتمل أن يكون نهياً عن تزكية بعض بعضاً، وحينئذ فالمنهي عنه منه ما كان للدنيا أو القطع بالتزكية، وأما تزكية الإمام أو القدوة أحداً ليؤتمّ به أو ليتمم به الخير فجائزة، فقد زكى بعض أصحابه أبا بكر وغيره ( {هو أعلم بمن اتقى} ) فربما ينسبون أحداً إلى التقوى، والله يعلم أنه ليس كذلك، ولذا ورد في الحديث الصحيح «إذا كان أحدكم مادحا صاحبه لا محالة فليقل أحسب فلاناً والله حسيبه ولا أزكى على الله أحداً، أحسبه كذا وكذا أن يعلم ذلك» وأفعل التفضيل قيل هو بمعنى عالم، وقال الجمهور: بل هو على بابه: أي هو أعلم بالموجودين جملة (وقال تعالى) : ( {ونادى أصحاب الأعراف} ) وهو السور المضروب بينهما ( {رجالاً يعرفونهم بسيماهم} ) من رؤساء الكفار يقولون يا أبا جهل يا فلان يا فلان ( {قالوا} ) أي لهم ( {ما أغنى عنكم} ) أي لم ينفعكم، ويجوز أن تكون ما استفهامية: أي أيّ شىء نفعكم، بل قال ابن عطية إنه أصوب ( {جمعكم} ) أي كثرتكم التي كانت في الدنيا وجمعكم المال ( {وما كنتم تستكبرون} ) أي