للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متفقٌ عَلَيْهِ (١) .

١٢٧٤ - وعن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها، قَالَت: قُلْتُ: يَا رسول الله، نَرَى الجِهَادَ أفْضَلَ العَمَلِ، أفَلاَ نُجَاهِدُ؟ فَقَالَ: "لَكُنَّ أفْضَلُ الجِهَادِ: حَجٌّ مَبْرُورٌ" رواه البخاري (٢) .

١٢٧٥ - وعنها: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "مَا مِنْ يَوْمٍ أكْثَرَ مِنْ أن

ــ

أعلم. (متفق عليه) ورواه مالك وأحمد والأربعة، كذا في الجامع الصغير.

١٢٧٤- (وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله نرى) أي: نعتقد (الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد) لحوز ثوابه (فقال: لكن) باللام الجارة لضمير خطاب النسوة، وهو حال (أفضل الجهاد حج مبرور) وأفضل مبتدأ خبره حج، وقال الدماميني في المصابيح: معترضاً الزركشي في إعرابه أفضل مبتدأ، خبره حج، بأنه على ظن أن لكن ظرف لغو، متعلق بأفضل والمانع موجود، فالصواب أن الخبر قوله لكن، وحج بدل أو خبر لمحذوف، تقديره هو حج مبرور، والضمير عائد إلى أفضل الجهاد. اهـ ثم هذا الضبط هو الذي عند أبي ذر، وعند غيره، لكن بكسر الكاف وزيادة ألف قبلها وبتسكين النون، فعليها أفضل مبتدأ خبره حج مبرور، وبتشديدها فأفضل اسمها وحج خبرها، ولا بد عليها من تقدير مستدرك عليه، وظرف بعد الاستدراك، دل عليه المقام أي: ليس لكن الجهاد أفضل، ولكن أفضل منه لكن حج مبرور. قال المهلب: وهذا بين على أن قوله تعالى؛ (وقرن في بيوتكن) (٣) ليس على الفرض لملازمة البيوت (رواه البخاري) في الحج والجهاد، وفي رواية لهما عنها " قلت: استأذنت النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجهاد فقال: جهادكن الحج " ورواه النسائي وابن ماجه ولفظ النسائي "قلت: يا رسول الله أفلا نخرج فنجاهد معك". وفي التعبير عنه بالجهاد إيماء إلى عظيم فضله وحض عليه النساء فكيف بالرجال.

١٢٧٥- (وعنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من) صلة لتأكيد استغراق النفي في قوله: (يوم أكثر) بالنصب خبر ما الحجازية (من أن يعتق الله فيه عبداً من النار) متعلق بيعتق (من يوم


(١) أخرجه البخاري في كتاب: العمرة، باب: وجوب العمرة وفضلها، (٣/٤٧٦) .
وأخرجه مسلم في كتاب: الحج، باب: في فضل الحج والعمرة ويوم عرفة، (الحديث: ٤٣٧) .
(٢) أخرجه البخاري في كتاب: الحج، باب: فضل الحج المبرور (٣/٣٠٢) .
(٣) سورة الأحزاب، الآية: ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>