عنها، فهو كقولك للقائم: قم حتى آتيك: أي: دم على ما أنت عليه من القيام حتى آتيك. وفي «تفسير القرطبي» أن الذي شيبه من سورة هود قوله: «فاستقم كما أمرت» وقال: روي عن عبد الرحمن السلمي قال: سمعت أبا علي الشنوي يقول: رأيت النبي في المنام فقلت: يا رسول الله روي عنك أنك قلت «شيبتني هود، فقال: نعم، فقلت له: ما الذي شيبك منها: قصص الأنبياء وهلاك الأمم؟ قال لا، ولكن قوله:{فاستقم كما أمرت} اهـ. (وقال تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} ) على التوحيد وغيره مما وجب عليهم (تتنزّل عليهم الملائكة) عند الموت (أن) أي: أو بأن (لا تخافوا) من الموت وما بعده (ولا تحزنوا) على ما خلفتم من أهل وولد فنحن نخلفكم فيهم ( {وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا) أي: حفظتكم (وفي الآخرة} ) أي: نكون معكم فيها حتى تدخلوا الجنة ( {ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم} ) قيل: في إضافتها إليهم إشارة إلى تنعم أنفسهم التي ذاقت المرارة في الدنيا وانظر إلى {تشتهي} وإلى قوله: {تدعون} في قوله: ( {ولكم فيها ما تدعون} ) أي: تطلبون، فإن فيه إشارة إلى تفاوت المرات، ولا يخفى أن ذلك مما تذهب فيه النفس كل مذهب ( {نزلاً} ) رزقاً مهيئاً منصوب بجعل مقدراً ( {من غفور رحيم} ) وهو الله تعالى، وإذا كان هذا النزل وهو الكرامة المعجلة
فكيف بالمؤجلة، رزقنا الله تعالى اتباع الكتاب والسنة وختم لنا بالحسنى بمنه آمين.
(وقال تعالى) : {إن الذين قالوا ربنا ا} ) أي: آمنوا به ووحدوه ( {ثم استقاموا} ) اعتدلوا على ذلك وداموا عليه إلى أن يتوفاهم الله عليه، والمراد الاستقامة على التوحيد الكامل واتباع الكتاب والسنة ( {فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. أولئك أصحاب الجنة} ) بفضل الله تعالى،