للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العبد الصالح) يعني عيسىبن مريم (وكنت عليهم شهيداً) أي: رقيباً أمنعهم مما يقولون ( {ما دمت فيهم} {فلما توفيتني كنت أنت الرقيب} ) الحفيظ ( {عليهم} ) على أعمالهم ( {وأنت على كل شيء} ) من قولي لهم وقولهم بعدي وغير ذلك ( {شهيد} ) مطلع عالم به ( {إن تعذبهم} ) أي: من دام على الكفر منهم ( {فإنهم عبادك} ) وأنت مالكهم متصرف فيهم كيف شئت لا اعتراض عليك ( {وإن تغفر لهم} ) أي: لمن آمن منهم ( {فإنك أنت العزيز} ) الغالب على أمره ( {الحكيم} ) في صنعه كذا في «تفسير الجلالين» . وظاهر التشبيه في قوله كما قال العبد الصالح الخ أن هذا القول كان من عيسى على جهة التسليم وأنه قد علم من آمن منهم، فقوله: {إن تعذبهم} أي:

على كفرهم وفريتهم السابقة فهم مستحقون لذلك، ولا اعتراض عليك لأنك تصرّفت في عبادك {وإن تغفر لهم} أي: لمن تاب منهم، أشار إليه ابن النحوي. قال: وقيل علم عيسى أنهم يعصون بعده، فقال: {وإن تغفر لهم} أي: ما أحدثوه من المعاصي (فيقال لي) بيان لما أحدثوا (إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم) قال القاضي عياض: هذا لصحة من تأول أنهم أهل الردة، ولذا قال فيهم سحقاً سحقاً، ولا يقول ذلك في مذنبي أمته بل يشفع لهم ويهتم بأمرهم. وقيل هؤلاء صنفان: أحدهما عصاة مرتدون عن الاستقامة لا عن الإسلام وهؤلاء مبدلون الأعمال الصالحة بالسيئة، والثاني مرتدون إلى الكفر حقيقة ناكصون على أعقابهم اهـ «ومنذ» هنا ظرف (متفق عليه. غرلاً) بضم فسكون جمع أغرل (أي: غير مختونين) .

١٦٦ - (الحادي عشر: عن أبي سعيد) وقيل أبو عبد الرحمن، وقيل أبو زياد (عبد ابن مغفل) بضم

<<  <  ج: ص:  >  >>