الشفقة عليهما لكبرهما وافتقارهما إليك الآن كما كنت مفتقراً إليهما قبل (وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغيراً) أي وادع الله أن يرحمهما رحمته الباقية، وأراد إذا كانا مسلمين أما الكافران فالدعاء منسوخ في حقهما، قال تعالى:{ما كان للنبيّ والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين}(التوبة: ١١٣) الآية. وقيل يدعو لهما بالهداية للإسلام فإذا هديا إليه رحما.
(وقال تعالى) : ( {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن} ) أي شدة على شدة، وقيل إن المرأة إذا حملت توالى عليها الضعف والمشقة، وذلك أن الحمل ضعف والطلق ضعف والوضع ضعف ( {وفصاله} ) أي فطامه ( {في عامين} ) أي سنتين ( {أن اشكر لي ولوالديك} ) قال ابن عيينة في هذه الآية: من صلى الصوات الخمس فقد شكرالله، ومن دعا للوالدين في أدبار الصلوات فقد شكر لهما.
١٣١٢ - (وعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود) بن غافل الهذلي (رضي الله عنه قال: سألت النبي أي العمل أحب إلى ا) أي أكثر تقرّباً إليه لكونه أفضل، وفي رواية مالك بن مغول «أيّ العمل أفضل» وكذا لأكثر الرواة، فإن كان هذا اللفظ هو المسؤول به فلفظ حديث الباب ملزوم عنه، وتقدم الجواب عن نحو هذا الحديث مما اختلفت فيه الأجوبة بأنه أفضل الأعمال بأنه ذلك باختلاف أحوال السائلين، بأن أعلم كلاماً هو إليه أحوج أو هو به أليق أو باختلاف الأوقات أو أنه على تقدير من التبعيضية (قال: الصلاة على وقتها) وفي رواية لهما «لوقتها» قال القرطبي وغيره قوله لوقتها اللام للاستقبال مثل: {فطلقوهن لعدتهن}(الطلاق: ١) أي مستقبلات عدتهن وقيل للابتداء كقوله: {أقم الصلاة لدلوك الشمس}(الإسراء: ٧٨) وقيل بمعنى في: أي في وقتها، وقوله على وقتها قيل على بمعنى