للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} (الفرقان: ٧٠) .......

(وقال تعالى) : ( {فخرج} ) أي قارون ( {على قومه في زينته} ) كا قيل إنه خرج على بغلة شهباء عليه الأرجوان وهو بضم الهمزة والجيم وسكون الراء بينهما شجر على قضبان حمر يوصف به الثور الأحمر وعليها سرج من ذهب ومعه أربعة آلاف على زيه، وقوله في زينته في موضع الحال من فاعل خرج: أي متزيناً بها ( {قال الذين يريدون الحياة الدنيا} ) على ما هو عادة الناس من الرغبة ( {يا ليت} ) المنادى محذوف: أي يقول ليت ( {لنا مثل ما أوتي قارون} ) تمنوا مثله لا عينه حذراً من الحسد ( {إنه لذو حظ} ) في «المصباح» : الحظ الجد وفلان محظوظ هو أخط من فلان، والحظ: النصيب اهـ. ويصح إرادة كليهما والأول أبلغ في مرادهم، لكن قول البيضاوي «حظ ( {عظيم} ) من الدنيا» ، وقول ابن كثير «حظ وافر من الدنيا» يومىء إلى حمل الحظ على النصيب لأن الأول يستعمل بفي، ( {وقال الذين أوتوا العلم} ) النافع، وهو العلم بأحوال الآخرة وما أعد الله فيها لصالحي عباده المتقين للمتمنين ذلك ( {ويلكم} ) دعاء بالهلاك استعمال للزجر عما لا يرتضي ( {ثواب ا} ) في الآخرة ( {خير لمن آمن وعمل صالحاً} ) مما أوتي قارون بل من الدنيا وما فيها، وترك المصنف ذكر باقي الآية وهو قوله: {ولا يلقاها} أي الكلمة التي تكلم بها العلماء أو الثواب وأنث لأنه بمعنى المثوبة أو الجنة أو الإيمان والعمل الصالح، وأنث أيضاً لأن ذلك في معنى السيرة والطريقة {إلا الصابرون} على الطاعات وعن المعاصي لأنه اختلف فيه هل من جملة كلام العلماء: أي فيسفر بما عدا الأول من مراجع الضمير وعليه السدي. قال ابن كثير: فجعله من تمام كلامهم، أو من كلام الله ثناء عليهم بالإصابة، أو يفسر الأول وعليه ابن جرير. قال ابن كثير: قال ابن جرير: وما يلي هذه الكلمة الخ، وكأنه جعل ذلك مقطوعاً من كلام أولئك وجعله من كلام الله تعالى وإخباره اهـ. ولعل المصنف يقوى عنده الجانب الثاني.......

(وقال تعالى) : ( {ثم لتسألنّ يومئذٍ عن النعيم} ) أي الذي ألهاكم والخطاب مخصوص بكل من ألهاها دنياه عن دينه

<<  <  ج: ص:  >  >>