للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكلامه ليس على إطلاقه، ومن تتبع كلام الشيخ الخلوتي، والشيخ النجدي في حاشيتهيما لم يجد ترجيحات صاحب الغاية ذات اهتمام كبير، ولا يعتمدان عليها في الترجيح بين الكتابين.

ويشكل على ذلك أيضا: أن صاحب الغاية - أحيانا - يرجح خلاف ما اتفق عليه "الإقناع" و "المنتهى" بقوله: (خلافا لهما).

ويشكل عليه أيضا: أنه ليس كل ما رجحه بينهما يدل على وجود خلاف بينهما، بل أحيانا يرجح بينهما في مسائل ليس فيها خلاف حقيقي بينهما، وأيضا لم يرجح في كل المسائل التي اختلفا فيها، بل فاته بعض المسائل التي اختلفا فيها ولم يرجح فيها، وأحيانا يرجح في مسائل لم يذكرها صاحب "المنتهى" أصلا.

والأقرب - والله أعلم -: أن "المنتهى" مقدم على "الإقناع"، مع مراعاة (١) "التنقيح" وكثيرا ما يرجح الشيخ منصور في شرح المفردات بذكر "الإقناع" و"المنتهى" و"التنقيح"، ومع مراعاة أيضا ترجيحات الشيخ مرعي الكرمي، وما اختاره أيضا كل من الشيوخ الثلاثة: الشيخ منصور البهوتي، والشيخ محمد الخلوتي، والشيخ عثمان النجدي - رحمة الله تعالى عليهم أجمعين - وذلك لأن هؤلاء الثلاثة هم أكثر من تناول مسائل كتابي "الإقناع" و"المنتهى"، فالشيخ منصور كتب حواشيه عليهما ثم شرحهما شرحا وافيا، وقد تكررت عليه مسائلهما مرات عديدة، وأكثر من النقل من كتب التصحيح الثلاثة التي هي: "الإنصاف"، و"تصحيح الفروع"، و"التنقيح"، وأما الشيخ محمد الخلوتي فكتب حاشيتيه النفيستين على "الإقناع" و"المنتهى"، وأما الشيخ عثمان فكتب حاشيته النفيسة على "المنتهى" وأكثر في نقله عن


(١) أي: مع مراجعة كل من التنقيح وما ذكر بعده.

<<  <   >  >>