للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبي السمح (١)، وخلق

سواهم." (٢)، وبالنظر في أقوال النقاد في الرواة السابقين، نجدهم كما ذكر الذهبي تتردد بين التحسين والتضعيف.

نخلص مما سبق:

أن لفظ المستور ذو معنى واسع يتنوّع بحسب السياق والقرينة، وتتفاوت مراتب ستر الرواة بين:

- إرادة المعنى اللغوي، فيصاحب الستر وصف الثقة أو الصلاح بشكل عام: أي لم يظهر منه ما يُعاب عليه.

- وبين إرادة التوسط في الحفظ والإتقان خاصة إذا جاء في مقابلة رواة الصحيح الضابطين المتقنين.

- وبين مطلق الستر وعدم الاشتهار، فهو عدلٌ في الظاهر مجهول عدالة الباطن، وقد يُراد به خفاء أمره وقلة الرواة عنه، أو اختلافهم في الترجيح بين تعديله وجرحه.

وظهر من الأمثلة المذكورة للرواة المستورين تفاوت حديثهم بين التحسين والتضعيف، ولعل شمول معنى الستر هو الذي دعا الزركشي لوصف راوي الحسن بشكل عام


(١) درَّاج بن سمعان. مات سنة: ١٢٦ هـ ينظر: ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، ٣/ ٤٤١ (٢٠٠٨)، ابن حبان، الثقات، ٥/ ١١٤، الذهبي، الكاشف، ١/ ٣٨٣ (١٤٧٣)، ابن حجر، التقريب، ٢٠١ (١٨٢٤).
(٢) الذهبي، الموقظة، ٣٣.

<<  <   >  >>