للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثّل لذلك بما قيل في الراوي: الحجاج بن أرطأة، حيث "قال عنه إسماعيل القاضي (١): "مضطرب الحديث؛ لكثرة تدليسه، وقال محمد بن نصر (٢): الغالب على حديثه الإرسال والتدليس وتغيير الألفاظ." (٣)

حكم الحديث المضطرب: (٤)

قال ابن الصلاح في بيان حكم الحديث المضطرب: "الاضطراب موجب ضعف الحديث؛ لإشعاره بأنه لم يضبط" (٥)، إذ الضبط شرط من شروط صحة الحديث، فإذا اختل ضبط

الراوي أصبح حديثه ضعيفاً لفقده شرطاً من شروط الصحة، هذا في الغالب، لكن لا يمنع ذلك أن يجتمع الاضطراب والصحة في بعض الحالات، حيث قال ابن حجر: "إن الاختلاف في الإسناد إذا كان بين ثقات متساوين، وتعذر الترجيح، فهو في الحقيقة لا يضر في قبول الحديث والحكم بصحته، لأنه عن ثقة في الجملة، ولكن يضرُّ ذلك في الأصحيّة عند التعارض - مثلا -.


(١) إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل، القاضي أبو إسحاق الأزدي، مولاهم، البصري، المالكي، العلّامة الحافظ قاضي بغداد، وصاحب التصانيف، منها: (أحكام القرآن)، و (معاني القرآن). مات سنة ٢٨٢ هـ. ينظر: الذهبي: السير، ١٣/ ٣٤٠، وتاريخ الإسلام، ٦/ ٧١٧.
(٢) محمد بن نصر المروزى الفقيه، أبو عبدالله الحافظ، قال ابن حجر: "ثقة حافظ إمام جبل". مات سنة: ٢٩٤ هـ. ينظر: الذهبي، السير، ١٤/ ٣٣، ابن حجر، التقريب، ٥١٠ (٦٣٤٥).
(٣) ابن حجر، التهذيب، ٢/ ١٩٦، مثال ما اضطرب فيه: قوله: روي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الختان سنة في الرجال، مكرمة في النساء)) - أحمد في مسنده ٣٤/ ٣١٩ ح (٢٠٧١٩)، والبيهقي-في السنن الكبرى، كتاب الأشربة، باب السلطان يكره على الاختتان، ٨/ ٥٦٣ ح (١٧٥٦٧) - من حديث الحجاج بن أرطاة، عن أبي المليح بن أسامة، عن أبيه به، والحجاج مدلس وقد اضطرب فيه، فتارة رواه كذا، وتارة رواه بزيادة شداد بن أوس بعد والد أبي المليح ... ينظر: ابن حجر، تلخيص الحبير، ٤/ ١٥٣.
(٤) ينظر: القاسمي، قواعد التحديث، ١٣٢، الفحل، اختلاف الأسانيد، ٢٢٨ - ٢٢٩، بازمول، المقترب، ٤٢.
(٥) ابن الصلاح، علوم الحديث، ٩٤.

<<  <   >  >>