للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما سبق كان بياناً لمعنى المتابعة والشاهد، ومثال توضيحي ذكره ابن الصلاح أشار فيه إلى أن الشاهد قد يُطلق على المتابعة، وأيّده على ذلك ابن حجر فقال: "وقد تطلق المتابعة على الشاهد، وبالعكس، والأمر فيه سهل." (١)، فالاختلاف بينهم دائر على راوي الحديث من الصحابة، هل رُوِي الحديث من طريقه أو من طريق صحابي آخر؟ ، وعلى متن الحديث، هل رُوِي بلفظه أو معناه؟ "ويستفاد من ذلك كله التقوية." (٢)

وقد أشار ابن رجب (٣) - رحمه الله- إلى أن المعاضدة لا تقتصر على الأحاديث المرفوعة بل يحتمل كلام الترمذي التقوية بالموقوف حيث قال: "وقول الترمذي ـ رحمه الله ـ يُروى من غير وجه نحو ذلك، لم يقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيحتمل أن يكون مراده

عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ويحتمل أن يحمل كلامه على ظاهره، وهو أن يكون معناه يُروى من غير وجه، ولو موقوفاً، ليستدل بذلك على أن هذا المرفوع له أصل يعتضد به" (٤).


(١) ابن حجر، النزهة، ٩٠، السخاوي، فتح المغيث، ١/ ٢٥٧، السيوطي، التدريب، ١/ ٢٨٤.
(٢) السخاوي، المرجع السابق.
(٣) عبدالرحمن بن أحمد بن رجب السّلامي البغدادي ثم الدمشقيّ. زين الدين، أبو الفرج, الشهير بابن رجب. محدث، حافظ، فقيه، أصولي، مؤرخ. من مصنفاته: (شرح صحيح الترمذي) و (شرح علل الترمذي) و (جامع العلوم والحكم) وغيرها. مات سنة ٧٩٥ هـ. ينظر: ابن العماد, الشذرات, ٨/ ٥٨٠. الزركلي, الأعلام, ٣/ ٢٩٥. كحالة, المؤلفين , ٢/ ٧٤ (٦٧٥١).
(٤) ابن رجب، علل الترمذي، ١/ ٣٨٧.

<<  <   >  >>