للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وأجاب ابن حجر بأن الترمذي حين عرَّف الحسن في كتابه اقتصر على نوع منه، حيث قال:

"فإن قيل: قد صرح الترمذي بأن شرط الحسن أن يُروى من غير وجه؛ فكيف يقول في بعض الأحاديث: "حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه"؟ . فالجواب: أن الترمذي لم يُعرِّف الحسن مطلقا، وإنما عرَّف نوعا خاصا منه وقع في كتابه، وهو ما يقول فيه: "حسن"، من غير صفة أخرى" (١)

- ومن الأجوبة أيضاً: ما ذكره العراقي في شرحه لألفيته حيث قال:

" (قلتُ وقد حسَّن بعض ما انفرد). هذا من الزوائد على ابن الصلاح. وهو إيرادٌ على الترمذي، حيث اشترط في الحسن أن يُروى من غير وجه نحوه. ومع ذلك فقد حسَّن أحاديث لا تُروى إلا من وجه واحدٍ، كحديث إسرائيل (٢)، عن يوسفَ بن أبي بردة (٣)، عن أبيه (٤)، عن عائشة، قالت: ((كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج من

الخلاء قال:


(١) ابن حجر، النزهة، ٨٠.
(٢) إسرائيل بن يونس مات سنة ١٦٠، وقيل: ١٦٢ هـ. ينظر: الذهبي، الكاشف، ١/ ٢٤١ (٣٣٦)، ابن حجر، التقريب، ١٠٤ (٤٠١).
(٣) يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، روى له البخاري في الأدب المفرد، قال الذهبي: ثقة، وقال ابن حجر: مقبول. ينظر: الذهبي، الكاشف، ٢/ ٣٩٩ (٦٤٢٧)، ابن حجر، التقريب، ٦١٠ (٧٨٥٧).
(٤) أبو بردة بن أبي موسى الأشعري، قيل: اسمه عامر وقيل: الحارث، قاضي الكوفة، أخرج له البخاري ومسلم، قال الذهبي: كان من نبلاء العلماء، وقال ابن حجر: ثقة. مات سنة ١٠٤ هـ، وقيل غير ذلك. ينظر: الذهبي، الكاشف، ٢/ ٤٠٧ (٦٥٠٨)، ابن حجر، التقريب، ٦٢١ (٧٩٥٢).

<<  <   >  >>