للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وذكر الحاكم النيسابوري (ت ٤٠٥ هـ) - في المدخل إلى الإكليل- أنواع الجرح والمجروحين على عشرة طبقات، وأشدها الوضع في الحديث، فقال: "أول أنواع الجرح وضع الحديث على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد صحت الرواية عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من كذب على متعمدا فليتبؤ مقعده من النار))." (١)

وقال في كتابه المدخل إلى الصحيح: عَلِم - صلى الله عليه وسلم - ما يكون بعده من الكذابين الذين يقصدون وضع الأحاديث عليه فأعلمهم - صلى الله عليه وسلم - أن موعد الكاذب عليه النار ... ، وقد شدد - صلى الله عليه وسلم - في ذلك وبين أن الكاذب عليه في النار تعمد الكذب أو لم يتعمد ... (٢).

- وتابع ابن الأثير (ت ٦٠٦ هـ) الحاكم فيما ذكره من طبقات المجروحين، فقال في مقدمته لجامع الأصول: "وطبقات المجروحين كثيرة، وقد أوردنا منها في هذا الفرع عشر طبقات، ذكرها الحاكم - رحمه الله تعالى -.

الطبقة الأولى وهي أعظم أنواع الجرح، وأخبث طبقات المجروحين: الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... " (٣).

- وأفرد الخطيب البغدادي (ت ٤٦٣ هـ) في كتابه الجامع لأخلاق الراوي باباً في تحريم رواية الأخبار الكاذبة، ووجوب إسقاط الأحاديث الباطلة، وسرد تحته الأحاديث والآثار المحذِّرة من الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "يجب على المحدث أن لا يروي شيئا من


(١) ٥١.
(٢) ينظر: ٩٠ - ٩١ باختصار.
(٣) ابن الأثير، جامع الأصول، ١/ ١٣٥.

<<  <   >  >>