للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولها ولهم عليهم السلام الولاية التكوينية ومعناها: أنّ زمام العالم بأيديهم عليهم السلام ومنهم فاطمة (سلام الله عليها) حسب جعل الله سبحانه، كما أنّ زمام الإماتة بيد عزرائيل فلهم عليهم السلام التصرف فيها إيجاداً وعدماً، لكن من الواضح أنّ قلوبهم أوعية مشيئة الله تعالى، فكما منح الله سبحانه القدرة للإنسان على الأفعال الاختيارية منحهم عليهم السلام القدرة على التصرف في الكون.

وما نذكره يشمل كل المعصومين عليهم السلام، فإنّ كل الصلاحيات التي كانت للأنبياء عليهم السلام ثابتة للمعصومين عليهم السلام أيضاً، لأنهم أفضل منهم، وفاطمة (صلوات الله عليها) أفضل من جميع الأنبياء عليهم السلام إلا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم) (١).

[٥ - آية الله العظمى محمد محمد صادق الصدر]

أما محمد الصدر فلديه ما هو أعجب.

فهو يقارن بين صبر الإمام الحسين وبين صبر أنبياء الله تعالى بل وصبر أولي العزم من الرسل الذين أُطلق عليهم هذا الإسم لشدة صبرهم في دعوتهم وعلى ابتلائهم.

وتبلغ المقارنة حداً تقشعر منه جلود الموحدين، حين يستخف محمد الصدر بأنبياء الله تعالى بأسلوب فج قبيح لا يمكن أن يُفسر إلا بأنه استهزاء صريح بأنبياء الله تعالى وملائكته.

ففي خطب الجمعة المنشورة له يقول: (الحسين عليه السلام صبر أكثر من آدم عليه السلام، يقول في القرآن {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى. ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} (٢) الحسين


(١) من فقه الزهراء - المقدمة ص١٢ تحت عنوان (الولاية التكوينية والتشريعية).
(٢) سورة طه آية ١٢١

<<  <   >  >>