للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آية {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَاد}

واستدل الشيعة الإثنا عشرية بما رواه ابن جرير الطبري في "تفسيره ١٣/ ٧٢" وابن عساكر في "تاريخه ١٢/ ١٥٤" عن ابن عباس قال: لما نزلت {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَاد} قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا المنذر وعلي الهادي، بك يا علي يهتدي المهتدون بعدي) على أنّ الإمام علياً هو وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والإمام من بعده.

ولمعرفة المراد بالآية الكريمة ومدى صحة استدلال الشيعة الإثنى عشرية بهذا النص، فلا بد لنا في ذلك من طريقين:

أولهما: يكون بالنظر إلى ألفاظ الآية الكريمة ومدى دلالتها على الإمام علي أو على غيره.

وثانيهما: يكون بالنظر في سنة النبي عليه الصلاة والسلام الثابتة الصحيحة، فإن ثبت فيها أنّ المراد بالآية علي بن أبي طالب أو غيره أخذنا بذلك دون تردد.

فأما الطريق الأول، فمن الجلي أنّ الآية لا تدل بألفاظها على أنّ المراد بالهادي هو علي بن أبي طالب أو غيره من الصحابة كأبي بكر أو عمر أو عمار أو أبي ذر أو غيرهم.

وأما الطريق الثاني فبالنظر إلى الرواية السابقة نلاحظ التالي في سند الحديث:

١ - أنّ أحد رواة السند وهو (معاذ بن مسلم) مجهول

٢ - أنّ في السند (الحسن بن الحسين الأنصاري العرني الكوفي) وهو متهم.

قال عنه ابن عدي: (لا يشبه حديثه حديث الثقات)

وقال ابن حبان: (يأتي عن الأثبات بالمُلزقات، ويروي المقلوبات)!

٣ - اختلاط عطاء بن السائب.

<<  <   >  >>