للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[من هنا كانت البداية]

لقد نشأتُ في بيئة تمازج فيها السنة والشيعة وغلب عليها التسامح الطائفي.

فوالدي رحمه الله من أهل السنة وكذلك والدتي، لكن البيت الذي نشأتْ فيه والدتي منذ الصغر كانت له طبيعته الخاصة ذات الأثر الواضح في علاقة أسرتي السنية مع الشيعة.

فمربية والدتي كانت شيعية وكذا إخوان والدتي من الرضاعة، وقد كانت والدتي تُجلها كثيراً وتبرّها حتى بعد وفاتها من خلال علاقتها الوثيقة بعائلة تلك المربية، نشاركهم أفراحهم وأحزانهم ويشاركونا، ونمد إليهم يد المساعدة إن وجدنا إلى ذلك سبيلاً.

هذا بخلاف الصداقات التي جمعت والدتي بالكثير من الشيعيات، أقربهنّ إليها امرأة من عرب إيران (١)، طيبة المعشر، بسيطة الفكر والثقافة، قضت معظم حياتها في الكويت ولا زالت.

وكنتيجة طبيعية لهذا الارتباط الوثيق بالشيعة آنذاك، كانت أمي تصطحبني صغيراً في بعض الأحيان إلى الحسينية حيث يُقرأ العزاء وتوزع أطباق الطعام أيام المحرم.

لا زلت أتذكر يوم أن اصطحبتني مرة في فترة النهار إلى إحدى الحسينيات.

قدور في باحة المكان ونساء يغرفن الطعام ...

حينها طلبتْ مني والدتي أن أجلس في غرفة مقابلة للباحة حتى تنتهي من الحديث مع الملاّيه (٢)، لم أكن أعلم ولا زلت لا أعلم ماذا كانت تريد منها.


(١) من منطقة عبادان الإيرانية تحديداً.
(٢) امرأة تقوم مقام الشيخ أو الملا في الحسينيات النسائية من نعي وإلقاء دروس وغيرها.

<<  <   >  >>