للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[التعامل مع الصحابة من خلال أخطائهم]

الصالح يخطئ ويتعثر بعض الأحيان لكنه سرعان ما يتدارك نفسه ويقف مستوياً من جديد، ذاك رجل عرف الصلاح وحفظ له صلاحه مقامه عند الله وعند الناس رغم تعثره وما أخل بمكانته ولا بشرفه خطأ أو معصية بشرية لما كانت العصمة في أنبياء الله ورسله دون غيرهم من الناس، فكيف بمن قال الله عنهم {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَان}؟ (١)

هل يمكن أن يُنظر إلى هذه الفئة المزكّاة على أنها منافقة وراعية لمصالحها الشخصية وأنها بكبيرها وصغيرها إلا قلة لا تتعدى اليد الواحدة مرتدة كافرة؟! كل ذلك من أجل الإمامة التي لا يوجد نص واحد صريح فيها لا يقبل النقاش؟!

رصيد هذه الفئة المؤمنة المجاهدة من هذا الجهاد العظيم ومن الإسلام الذي نشروه وأوصلوه إلينا وإلى الأمم أن يُطعن فيهم وفي نزاهتهم وفي عقيدتهم وفي كل شيء.

ولذلك قيل قديماً (بعض الناس مثل الذباب لا يقع إلا على الجرح) وهذا دأب من لا يعرف في غيره إلا أخطاءهم ليُشنّع عليهم ويرميهم بالتهم، ولا يريد أن يرى فيمن يبغضه ويلعنه إلا كل الشر ... إنها منهجية البحث في القمامة كما يصفها المفكرون اليوم.

ولا يخفى على المؤمن النجيب أيّ بعد عن تعاليم الإسلام وأخلاقه تلك المهاترات التي تجعله ينظر نظرة طعن ونقيصة إلى الصالحين بل إلى أناس تربوا على يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتخرجوا من مدرسته.


(١) سورة الحجرات آية ٧

<<  <   >  >>