للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه الصلاة والسلام كقوله (إنّ في ثقيف كذاباً ومبيراً) (١) ولم يقل عاقل من العقلاء فضلاً عن أن يدّعي عالم من علماء المسلمين المشهود لهم بالعلم والمعرفة أنه يجب على كل مسلم أن يعرف من هو كذّاب ثقيف ومبيرها، وأن يؤمن بأنهما (فلان وفلان) إيماناً جازماً لا يتسلل إليه فيه شك! فإنّ مثل هذا الكلام لا يقوله عاقل أبداً.

وقد قال عليه الصلاة والسلام أيضاً (لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه) (٢) ولم يقل أحد من الناس أنه يجب على كل مسلم أن يعرف ذاك القحطاني باسمه ونسبه وأرضه وإنما غرض مثل هذه الأحاديث الإخبار عن حدث سيحصل للأمة خيراً كان أو شراً. والأحاديث في ذلك كثيرة لمن أراد التتبع.

[تحرير المسألة]

روى سفينة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله: (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله -تعالى-، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله -تعالى-، ثم تكون ملكاً عاضاً (٣)، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم


(١) رواه مسلم - كتاب فضائل الصحابة - باب (ذكر كذاب ثقيف ومبيرها) - حديث رقم (٢٥٤٥).
(٢) رواه البخاري- كتاب الفتن- باب (لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل) - حديث رقم (٢٩١٠).
(٣) روى الدارمي في سننه ٢/ ١٥٥ عن أبي ثعلبة الخشني عن أبي عبيدة الجراح رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أول دينكم نبوة ورحمة ثم ملك ورحمة ثم ملك أعفر ثم ملك وجبروت يستحل فيها الخمر والحرير) فذكر (الملك والرحمة) بين خلافة النبوة والملك العضوض، والحديث ضعيف على أي حال لانقطاع السند ولو صح سنداً لجزمنا بشذوذه لمخالفته الروايات الصحيحة كرواية سفينة رضي الله عنه المذكورة.

<<  <   >  >>