إنّ من يكيل الناس بمكيال عليه أن يقبل أولاً أن يكيل نفسه وأحبابه بالمكيال ذاته الذي يكيل به الآخرين ... كي يتبين له كم يظلم عدوه ويتجنى عليه دون أن يشعر.
وقد قيل عند أولي الألباب:(كما تدين تُدان وبالمكيال الذي تكيل تُكال)، ذلك أنّ السهم المسموم يقتل صاحبه أيضاً إن جاز له أن يقتل الآخرين.
ومن عادى أولياء الله عز وجل فقد آذنه الله بالحرب وبهتك ستره وبالفضيحة يوم يلقاه.
فهؤلاء الذين يتصيدون العثرات لصحابة رسولهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذين دافعوا عنه ونصروه وتركوا أهليهم وأموالهم في مكة مهاجرين في سبيل الله إلى المدينة ويتصيد للأنصار الذين تقاسموا مع إخوانهم المهاجرين لقمة العيش من أجل الله عز وجل ومن أجل الإسلام، لا بد لهم أن يروا أي ألم وأي جريمة يرتكبون في حق الإسلام وفي حق أنفسهم إذا ما وقفوا يرون السهام التي يجرحون بها الأبرياء هي نفس السهام التي تجرح من يحبون أو من يدّعون حبه.
ولو أنّ رجلاً من الخوارج الذين قاتلهم الإمام علي بقي الغل في قلبه فأعماه عن رؤية علي بن أبي طالب الحقيقي وأراد أن ينظر إليه بنفس نظرة الشيعة الإثنى عشرية لأبي بكر وعمر وباقي الصحابة ويتشفى فيه، فأمسك بيده القلم وبدأ ينقّب في سيرة هذا الإمام العطرة عن خطأ أو ذنب أو زلة لسان لأظهر لك صورة مختلفة تماماً عن صورة هذا الرجل العظيم!!
فبالطريقة ذاتها التي يستخدمها الشيعة الإثنا عشرية في إظهار أبي بكر وعمر وعثمان وباقي الصحابة بمظهر المبدّلين لشرع الله المغيرين لسنة رسول الله يمكن لرجل من النواصب أن يُظهر علياً بهذه الصورة!!