إننا على يقين بأننا أحقر من أن نقيّم علي بن أبي طالب .. ذاك الرجل العظيم الذي خالط الإيمان قلبه وتجسد في حياته ... لكني أريد من القارئ المنصف أن يتلمس المعاني التي أريدها من طرح هذه الفكرة.
[رؤية ناصبي للإمام علي]
لنفترض الآن أنّ ذاك الناصبي بدأ ينقب في كتب الشيعة الإثنى عشرية دون غيرها ويتصيد العثرات ويعنون لكل ما يسطره من روايات بعناوين توحي بمضامينها حسب فهمه فإنّ ما سيجده هو الآتي:
١ - الإمام علي والدّين
فمن الأمور التي سيقف عليها هذا الناصبي الخبيث المتصيّد للعثرات حديث رواه الحر العاملي في "وسائل الشيعة ١٨/ ٣١٧" عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (أعوذ بالله من الكفر والديّن، قيل: يا رسول الله، أتعدل الدّين بالكفر؟ قال: نعم).
فيأتي برواية شيعية أخرى رواها الحر العاملي عن علي بن طاووس بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: قُبض علي عليه السلام وعليه دين ثمانمائة ألف درهم، فباع الحسن عليه السلام ضيعة له بخمسمائة ألف فقضاها عنه وباع بيعة له بثلاثمائة ألف فقضاها عنه) (١).
ويقول لك الناصبي: انظر .. هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعدل الديّن بالكفر، وهذا علي يموت وعليه دين، بالضبط كما يفعل الشيعة الإثنا عشرية عادة مع أبي بكر
(١) وسائل الشيعة ١٨/ ٣٢٢ وكشف المحجة ص١٢٥ والحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة ٢٠/ ١٠٣