للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[منقلبون على أعقابهم ومرتدون من أجل ماذا؟!]

أن تُخرج رجلاً من الإسلام وتنعته بالمرتد والمنقلب على عقبيه لأنه أشرك أو كفر فهذا معروف واعتيادي بل هو حكم شرعي لا بد من التصريح به والتدين به.

لكن أن يُنعت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالمرتدين أو بالمنقلبين على أعقابهم من أجل تسليمهم الخلافة لغير علي بن أبي طالب أو الأئمة فهذا أمر عجاب!

منذ متى صارت كراسي الحكم مقرونة بالتوحيد وبأركان الإيمان الستة (١) وبأركان الإسلام الخمسة (٢)؟!

ثم ما الذي سيجنيه الصحابة إن هم سلّموا الخلافة لأبي بكر بدلاً عن علي بن أبي طالب؟

الأموال؟ هم تركوا أموالهم وأهليهم في مكة من أجل الله ورسوله وكانت تجارة قريش مضرب المثل (رحلة الشتاء والصيف) وزعماء قريش على أتم الاستعداد لشراء الذمم والضمائر في سبيل دحر دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومع ذلك تحمّل الصحابة الفقر والغربة والعذاب في سبيل هذا الدين، فما الذي تغير اليوم؟!

المكانة الاجتماعية؟ ما الذي تغير في خلافة أبي بكر حتى يبيع الرجل دينه ويشتري بالمقابل تلك المكانة الاجتماعية في مجتمع يرى التقوى ميزاناً لعلو الشخص وانخفاضه!


(١) أركان الإيمان الستة هي: الإيمان بالله، الإيمان بالأنبياء، الإيمان بالملائكة، الإيمان بالكتب السماوية، الإيمان باليوم الآخر، الإيمان بالقدر خيره وشره.
(٢) الشهادتان والصلاة والزكاة والصيام والحج.

<<  <   >  >>