للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الطعن في الصحابة يستلزم الطعن في الدين الذي نقلوه لهذه الأمة]

إنه لا يمكن لأحد أن يثبت تواتر القرآن أو السنة النبوية إلا عن طريق الصحابة، ولن يستطيع أحد إثبات أنّ القرآن الذي بين أيدينا هو نفسه الذي أُنزل على محمد دون الرجوع إلى الصحابة، وإذا ما وُجهت السهام إلى نقلة القرآن ونقلة السنة النبوية وقُدح في ذممهم وفي دينهم سقط اعتبار ما نقلوه وتطرق إليه الشك.

ولهذا قال الإمام أبو زرعة الرازي: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا، ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة) (١).

كلمات ثقيلة العبارة ... شديدة الألفاظ ... لكن أبا زرعة لا يتصور من مسلم ينطق بالشهادتين ويؤمن بالقرآن وبسنة نبيه أن يشكك ويطعن في من نقل إليه هذا القرآن وهذه السنة ثم يدّعي بعد ذلك أنه مسلم يحب الإسلام ويقدّس القرآن والسنة!

إنّ الشيعة الإثني عشرية حينما يطعنون في عدالة الصحابة ويجرحونهم الليل والنهار لا يستطيعون أن يثبتوا بالمقابل تواتر القرآن الكريم من طريق غير طريق الصحابة، لأنّ من جمع القرآن هو أبو بكر والصحابة (الجمع الأول) ثم عثمان بن عفان والصحابة (الجمع الثاني) فإن كان هؤلاء منافقين فليبحث الشيعة حينئذ عن قرآن آخر!


(١) الكفاية ص٤٩

<<  <   >  >>