للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يأتي جواب الحائري على هذا التساؤل فيقول: (النفس هنا معناها الروح، يعني خرجت روحي من جسدي، فتبارك بها وامسح بها وجهك، ولأنّ روحه الزكيّة أفضل روح، وأشرف روح بين الأرواح، فهي مباركة طيبة. هذا إذا كانت روحه البشرية وأما إذا كانت النفس اللاهوتية (١)، فهي التي تنتقل من معصوم إلى معصوم، بعد وفاة كل منهم، وهي الملك المسدد الذي جاء في أخبارنا.

وفي بعض الروايات تتجسم كالزبدة على شفتي الإمام عند وفاته، فيتناولها الإمام من بعده بفمه ويأكلها.

وفي بعضها: تتجسم كالعصفور فيبلعها وصيه والإمام من بعده، كما جرى ذلك بين الإمامين الرضا والجواد عليهما السلام (٢).

ولا يمكنني أن أجد تعليقاً مناسباً لمثل هذا الكلام!

[٨ - آية الله العظمى المولى ميرزا عبد الرسول الحائري الإحقاقي]

يقول مجيباً على سؤال طُرح عليه عن إحدى روايات المذهب:

(وأما قوله عليه السلام: (إذا شئنا شاء الله) دلالة على أنّ مشيئتهم لا تخالف مشيئة الله مطلقاً بل كما قال مولانا الحجة أرواحنا فداه (بل قلوبنا أوعية لمشيئة الله إذا شئنا شاء الله)، أما مسألة أنّ حساب الناس عليهم .. إلخ، فقد تردد كثيراً في أخبارهم عليهم السلام وزياراتهم


(١) (اللاهوت) مصطلح استخدمه النصارى ومعناه عندهم (جوهر الله)، وعندنا أنّ هذه اللفظة لا تُطلق على الله عز وجل لكن ليس هذا موضع نقاش جواز إطلاق اللفظ على الله أم لا، لكن القصد الإشارة إلى المعنى المراد من اللاهوت.
(٢) الدين بين السائل والمجيب ٢/ ٧٥ - ٧٦ سؤال رقم (٢٥٦).

<<  <   >  >>