للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ب - حديث الاستخلاف على المدينة]

واستدل الشيعة الإثنا عشرية بما أخرجه النسائي في خصائص عليّ عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: (لما غزا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غزوة تبوك خلّف علياً كرم الله وجهه في المدينة، قالوا فيه: ملّه وكره صحبته، فتبع عليّ رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى لحقه في الطريق، قال: يا رسول الله خلفتني بالمدينة مع الذراري والنساء، حتى قالوا: ملّه وكره صحبته؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا عليّ إنما خلّفتك على أهلي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي) (١).

قال عبد الحسين شرف الدين في "المراجعات": (ولا يخفى ما فيه من الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة، على أنّ علياً ولي عهده، وخليفته من بعده، ألا ترى كيف جعله صلى الله عليه وآله وسلم وليه في الدنيا والآخرة؟ آثره بذلك على سائر أرحامه، وكيف أنزله منه منزلة هارون من موسى؟ ولم يستثن من جميع المنازل إلا النبوة، واستثناؤها دليل على العموم) (٢).

المناقشة: أقول: إن جاز أن يُستدل بهذا الحديث على الخلافة فلتعلم أيها القارئ أنّ في هذا الحديث عجباً .. فالحديث إن أُريد أن يُستدل به على الإمامة والخلافة فسيكون من أبرز الأدلة على أحقية أبي بكر الصدّيق بالخلافة!!

ستقول لي: كيف ... وستتعجب من قولي، ومن حقك ذلك، فالحديث في الظاهر لا دخل له في أبي بكر من قريب ولا بعيد، لكن التأمل فيه بدقة سيأتيك بما لم يخطر على بالك من قبل.


(١) رواه النسائي في (خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) بسند صحيح.
(٢) المراجعات ص٢١٤ - المراجعة رقم (٢٦).

<<  <   >  >>