للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن سألتك مجرد سؤال: من كان الخليفة بعد موسى عليه السلام؟ فستجيبني قائلاً: يوشع عليه السلام.

لكن من هو يوشع عليه السلام؟

هو صاحب موسى عليه السلام ورفيق هجرته (١) الذي ذهب معه للقاء الخضر عليه السلام كما بينت ذلك سورة الكهف وحكى ذلك المفسرون من أهل السنة ومن الشيعة الإثني عشرية.

وأبو بكر الصديق كان كذلك (صاحب رسول الله ورفيق هجرته)، والخلافة لم تحصل لهارون عليه السلام الذي تربطه بموسى عليه السلام رابطة النسب وإنما حصلت ليوشع عليه السلام صاحب موسى عليه السلام ورفيق دربه.

فاستخلاف هارون عليه السلام كان مؤقتاً لفترة ذهاب موسى عليه السلام لمناجاة ربه في الطور، بينما كانت الخلافة من بعد موسى عليه السلام تامة ليوشع عليه السلام.

وكذلك الحال في أبي بكر وعلي.

قال الإمام القرطبي: (لا خلاف أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يُرِد بمنزلة هارون من موسى الخلافة بعده، ولا خلاف أنّ هارون مات قبل موسى عليهما السلام، وما كان خليفة بعده، وإنما كان الخليفة يوشع بن نون، فلو أراد بقوله: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى" الخلافة، لقال: أنت مني بمنزلة يوشع من موسى، فلما لم يَقُل هذا دل على أنه لم يُرِد


(١) لقد نص الحديث على استثناء النبوة ولذلك لن نشير للنبوة في المقارنة بلا شك، فيوشع عليه السلام عند أهل السنة نبي وعند الشيعة الإثنى عشرية وصي موسى عليه السلام وأبو بكر ليس بنبي، وهارون عليه السلام نبي وعلي ليس بنبي.

<<  <   >  >>