كتاب ثم أبصرت الحقيقة

مناقشة ما يستدل به على الإمامة من السنة النبوية - و - أحاديث الإثني عشر إماما - ص: 357

و - أحاديث الإثني عشر إماماً

يحتج الشيعة الإمامية الإثنا عشرية في تحديدهم عدد الأئمة (بإثني عشر رجلاً من آل البيت) بما جاء في صحيح البخاري عن جابر بن سمرة قال: (يكون إثنا عشر أميراً - فقال: كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال: كلهم من قريش) (١).

وفي مسلم عن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة) ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: (كلهم من قريش) (٢).

وعند أبي داود ونصه كالتالي: (لا يزال هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليهم الأمة) (٣).

وبالتأمل في النصوص بكل حيادية وموضوعية نلاحظ عدة أمور من شأنها أن تفنّد مثل هذا الاستدلال.

أولاً: عندما درست الحديث السابق دراسة وافية فتتبعت طرقه وألفاظه للوقوف على معناه وجدت أنّ الحديث قد ذُكر بالألفاظ التالية:

(لا يزال هذا الأمر صالحاً حتى يكون اثنا عشر أميراً) (٤).

---

(١) رواه البخاري - كتاب الأحكام - باب الاستخلاف - حديث رقم (٧٢٢٣).
(٢) رواه مسلم - كتاب الإمارة - باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش - حديث رقم (١٨٢١).
(٣) رواه أبو داود - كتاب المهدي - حديث رقم (٤٢٧٩).
(٤) مسند أحمد - حديث رقم (٢٠٩٦٠)، قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.