للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تشبيه الاسترابادي أم المؤمنين عائشة بحيوان!]

لقد أثبت الله عز وجل لأم المؤمنين عائشة زوجة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم مقاماً عرفه المسلمون ونصّ عليه مخالفوها، فقال عز من قائل {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} (١).

فعائشة هي أم المؤمنين بنص كتاب الله شاء الشيعة الإثنا عشرية أم أبوا، ولن يستطيع أحد محو هذه الآية لا من الأذهان ولا من الصدور ولا من رسم المصحف.

كانت أحب زوجاته له بعد خديجة بنت خويلد .. وإن حاول أحد سلبها هذا الحب كنحو سلبه إياها الفضائل التي ذُكرت فيها، فلن يستطيع أحد سلب ميثاق الزواج الذي جمعها برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيت واحد وتحت سقف واحد.

تلك الأم التي نالت من العقوق والنكران لحقها ما لم تنله أمٌّ على وجه الأرض.

لكنها في نظر الإمام علي على خلاف ما يتوقعه الشيعة أنفسهم، فقد عَرف الإمام علي لأم المؤمنين عائشة حقها وقدّرها التقدير المناسب لمثلها، فأكرمها وردّها إلى بيتها معززة مكرّمة عارفاً لحقها ومقامها عند الله وعند رسول الله، راداً على المتجاسرين عليها من الخوارج وضعاف النفوس، وهذا منصوص عليه في كتب السنة والشيعة.

روى النوري الطبرسي (٢) في "المستدرك"عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه لما هزم أهل الجمل، جمع كل ما أصابه في عسكرهم مما اجلبوا به عليه، فخمّسه وقسّم أربعة أخماسه


(١) سورة الأحزاب آية ٦
(٢) الحسين بن محمد تقي بن علي محمد النوري الطبرسي، ترجم له تلميذه الطهراني في "نقباء البشر ٢/ ٥٤٥" فقال: (كان الشيخ النوري أحد نماذج السلف الصالح التي ندر وجودها في هذا العصر، فقد امتاز بعبقرية فذة، وكان آية من آيات الله العجيبة، كمنت فيه مواهب غريبة، وملكات شريفة أهلته لأن يُعدّ في الطليعة من علماء الشيعة الذين كرّسوا حياتهم طوال أعمارهم لخدمة الدين والمذهب، وحياته صفحة مشرقة من الأعمال الصالحة)!
وقال عنه الشيخ عباس القمي في "الكنى والألقاب ٢/ ٤٤٥": (شيخنا الأجل ثقة الإسلام الحاج ميرزا حسين بن العلامة محمد تقي النوري الطبرسي صاحب "مستدرك الوسائل"،شيخ الإسلام والمسلمين، مروج علوم الأنبياء والمرسلين الثقة الجليل والعالم الكامل النبيل، المتبحر الخبير، والمحدث الناقد البصير، ناشر الآثار وجامع شمل الأخبار، صاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة والعلوم الغزيرة، الباهر بالرواية والدراية، والرافع لخميس المكارم أعظم راية، وهو أشهر من أن يذكر وفوق ما تحوم حوله العبارة).
قلت: وهو مؤلف كتاب "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" ألفه لإثبات دعواه الآثمة الفاجرة بأنّ القرآن الكريم محرّف! كما سيأتي تحت عنوان (من المرتد؟ صحابة رسول الله أم هؤلاء؟) فقارن بين صنيعه هذا وبين ثناء الطهراني والقمي عليه ثم احمد الله على نعمة الإسلام والإنصاف.

<<  <   >  >>