(٢) للأسف بعض هؤلاء المتعصبة لا يكلف نفسه حتى دعوة من يشتم الصحابة ولا الأخذ بيده، فأي موازين للدعوة هذه؟! وعلينا أن نفرّق بين فعل بعض السلف من عدم محاورة أهل البدع بغرض تحجيم فكرهم وعدم إعطائهم الفرصة لنشر باطلهم على الملأ لكونهم قلة وأرباب هوى لا طلاب حق، وبين واجب الدعوة إلى الله لكل من ضل الطريق. وعلى فرض ثبوت مخالفة أحد من السلف لما ذكرناه فإنه لا حجة في قول أحد من الناس مع وجود المنهج القرآني القويم في الحوار ومع وجود سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومنهجه في الدعوة مع الكفار وأهل الكتاب على جرأتهم على الله ورسوله والمنافقين على ما يظهر منهم من التربص بالإسلام والمسلمين والأعراب على ما عُرِف فيهم من الجلافة وسوء الحوار فضلاً عن غيرهم، نعم من أراد المكابرة منهم لا يناقش ولا يُعطى المجال لكن التعميم في الحكم هو ما نستنكره.