للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي غزوة بدر لما نُقل عبيدة بن حارث بن عبد المطلب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جريحاً يحتضر قال: (يا رسول الله ألست شهيداً؟ قال: بلى، أنت أول شهيد من أهل بيتي) (١).

[أهل البيت بين الشرف والخصوصية]

أما وقد علمت أنّ (أهل البيت) هم (بنو هاشم بجميع فروعهم) وكذا (أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم)، فاعلم أنّ الله تعالى قد فضل أهل البيت بعضهم على بعض درجات فمنهم من ذُكر بمناقب خاصة وأُشير إليه بشرف خاص ومنهم من هو كسائر آل البيت في المنقبة العامة لا يفضل على أحد منهم بمنقبة.

وآل البيت في هذا المقام قسمان: قسم حاز (الشرف العام) وهم (المؤمنون من بني هاشم) ولهؤلاء من المكانة والشرف والتقدير والإجلال ما يميزهم عن سائر المسلمين، يُحب المرء منهم على قدر دينه وإيمانه، فمن ضم إلى قرابته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علماً في الدين وتقوى لله كان أحب إلينا ممن هو أقل منه ديناً وعلماً، ومن كان منهم أقرب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان أحب إلى قلوبنا ممن بعُد نسبه.

ودليل (هذا التشريف) ما روي من أنّ العباس (عم رسول الله) شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما يَلقون من قريش من تعبيسهم في وجوههم وقطعهم حديثهم عند لقائهم، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غضباً شديداً حتى احمّر وجهه ودرّ


(١) مناقب آل أبي طالب ١/ ١٨٨ وبحار الأنوار ١٩/ ٢٢٥

<<  <   >  >>