للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عرقٌ بين عينيه وقال: (والذي نفسي بيده، لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله) (١).

وما ورد بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (والذي نفسي بيده، لا يبغضنا أهل البيت أحدٌ إلا أدخله الله النار) (٢)

أما المسيء منهم المفارق لهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنه يُبغض على قدر ضلاله وبعده عن هدي محمد عليه الصلاة والسلام إن لم يذهب به ضلاله إلى حد الكفر أو الزندقة فيُوالى الرجل منهم لإسلامه وقرابته ويُبغض لمعصيته وهواه.

ولا يقدّم الهاشمي الضال على التقي الصالح من غير بني هاشم، إذ إنّ ميزان التفاضل هو التقوى لا النسب {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (٣) والرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقرر هذه الحقيقة فيقول: (ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه) (٤) فالنسب لن ينقذ أحداً من الناس ويشفع له عند الله إن أساء العمل وخالف هدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

أما الكافر أو المرتد من (بني هاشم) فلا يُنسب إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا كرامة، ولا يعني ذلك إنكار قرابته النسبية من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنّ


(١) في سنده (يزيد بن أبي زياد) وهو ضعيف، لكن ذكر تقي الدين ابن تيمية في "مجموع الفتاوى ٢٧/ ٢٦٨" أنّ الحديث (قد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من وجوه حسان) فلعله وقف على مالم أقف عليه مع أني قد تقصيت أسانيد الرواية في مظانها فوجدتها كلها عن يزيد بن أبي زياد.
(٢) رواه الحاكم في "المستدرك ٣/ ١٥٠" وقال: (صحيح على شرط مسلم) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة ٥/ ٦٤٣" حديث رقم (٢٤٨٨).
(٣) سورة الحجرات آية ١٣
(٤) رواه مسلم – كتاب (الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار) – باب (فضل الاجتماع على تلاوة القرآن) – حديث رقم (٢٦٩٩) و"مستدرك الوسائل" للنوري الطبرسي ٣/ ٣٦٣ حديث رقم (٢٠).

<<  <   >  >>