للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آية {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين}

لا يكاد يُطرح موضوع الإمامة في كتب الشيعة الإمامية عادة إلا مقروناً بالاستدلال بقوله تعالى {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين} (١).

وتأتي بعد ذلك النظرية الإمامية للآية لتحاول من خلالها إثبات إمامة الأئمة الإثني عشر وبطلان إمامة من سواهم.

قد تتساءل كيف؟ ومن حقك أن تتساءل طالما لم تر في النص ما يدل على إمامة الإثني عشر من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لكن النظرية الإمامية صاغت استدلالها بالآية من خلال الجزئية الأخيرة منها (لا ينال عهدي الظالمين).

تقول النظرية: إنه لا ينال الإمامة ظالم، والذنب ظلم، وما دام الأمر كذلك فيتعين أن يكون خليفة المسلمين معصوماً عن اقتراف الذنوب والخطايا حتى ينال عهد الله (الإمامة) بل ينبغي لإمام المسلمين فوق هذا كله أن لا يخطئ ولا يسهو ولا ينسى، ولا يتحقق هذا إلا في الأئمة الإثنى عشر.

قال الطبرسي في تفسيره "مجمع البيان": (واستدل أصحابنا بهذه الآية على أنّ الإمام لا يكون إلا معصوماً عن القبائح، لأنّ الله سبحانه نفى أن ينال عهده الذي هو الإمامة ظالم ومن ليس بمعصوم فقد يكون ظالماً إما لنفسه، وإما لغيره) (٢).


(١) سورة البقرة آية ١٢٤
(٢) تفسير مجمع البيان ١/ ٣٧٧

<<  <   >  >>