(٢) منبر الصدر ص٤٤ - ٤٦ (٣) سورة البقرة آية ٣٠ (٤) بل سمعنا من ينتقد أنبياء الله تعالى والصدّيقة مريم والملائكة ويدّعي بعد ذلك أنه مسلم متبع لأهل البيت! أما الملائكة الذين لا يعرف الصدر حقهم، فهم الذين قال الله تعالى عنهم {عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُون}. يقول الشيخ الطوسي في تفسيره "التبيان ١/ ١٣٢": (فقالوا: يا ربنا أتجعل في الأرض يفسد فيها ويسفك الدماء على وجه الاستخبار منهم والاستعلام عن وجه المصلحة والحكمة لا على وجه الانكار كأنهم قالوا: إن كان هذا كما ظننا فعرّفنا وجه الحكمة فيه، وقال قوم: المعنى فيه أنّ الله أعلم الملائكة أنه جاعل في الأرض خليفة وأنّ الخليفة فرقة تسفك الدماء وهي فرقة من بني آدم فأذن الله للملائكة أن يسألوه عن ذلك وكان إعلامه إياهم هذا زيادة على التثبيت في نفوسهم أنه يعلم الغيب فكأنهم قالوا: أتخلق فيها قوماً يسفك الدماء، ويعصونك وإنما ينبغي أنهم إذا عرفوا أنك خلقتهم أن يسبحوا بحمدك كما نسبح ويقدسوا كما = = نقدس؟ ولم يقولوا: هذا إلا وقد أذن لهم، لأنهم لا يجوز أن يسألوا ما لا يؤذن لهم ما فيه، ويؤمرون به لقوله {وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون}).