للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} (١). الملائكة تقول له وجهاً لوجه وحساً بحس مع ذلك تأخذه الأسباب الطبيعية! وتصعب في نفسه أهمية هذه الأسباب فيفتح فمه بالإشكال أمامهم) (٢).

هكذا يتكلم محمد الصدر عن أنبياء الله تعالى والبتول مريم بكل احتقار وسوء أدب، المهم أنّ الإمام الحسين أفضل من الكل وكفى، حتى لو كان في ذلك انتقاص لأنبياء الله وانتقاد لهم وتقليل من شأنهم وقلة حياء في الحديث عنهم.

لكن يبدو أنّ محمد الصدر يرى نفسه أتقى من الملائكة وأورع منهم، فبعد أن قال في خطبته (صَبَر الحسين أكثر من الملائكة) أعقب ذلك بقوله: ({وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة} (٣) انفتحت ألسنتهم هذا ليس بكلام جيد منك. سمعت أحداً يقول لله مثل هذا الكلام؟ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)!! (٤)


(١) سورة آل عمران آية ٣٩
(٢) منبر الصدر ص٤٤ - ٤٦
(٣) سورة البقرة آية ٣٠
(٤) بل سمعنا من ينتقد أنبياء الله تعالى والصدّيقة مريم والملائكة ويدّعي بعد ذلك أنه مسلم متبع لأهل البيت! أما الملائكة الذين لا يعرف الصدر حقهم، فهم الذين قال الله تعالى عنهم {عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُون}.
يقول الشيخ الطوسي في تفسيره "التبيان ١/ ١٣٢": (فقالوا: يا ربنا أتجعل في الأرض يفسد فيها ويسفك الدماء على وجه الاستخبار منهم والاستعلام عن وجه المصلحة والحكمة لا على وجه الانكار كأنهم قالوا: إن كان هذا كما ظننا فعرّفنا وجه الحكمة فيه، وقال قوم: المعنى فيه أنّ الله أعلم الملائكة أنه جاعل في الأرض خليفة وأنّ الخليفة فرقة تسفك الدماء وهي فرقة من بني آدم فأذن الله للملائكة أن يسألوه عن ذلك وكان إعلامه إياهم هذا زيادة على التثبيت في نفوسهم أنه يعلم الغيب فكأنهم قالوا: أتخلق فيها قوماً يسفك الدماء، ويعصونك وإنما ينبغي أنهم إذا عرفوا أنك خلقتهم أن يسبحوا بحمدك كما نسبح ويقدسوا كما = = نقدس؟ ولم يقولوا: هذا إلا وقد أذن لهم، لأنهم لا يجوز أن يسألوا ما لا يؤذن لهم ما فيه، ويؤمرون به لقوله {وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون}).

<<  <   >  >>