للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول الوحيد الخراساني بصراحة مثيرة: (إنّ إمام العصر صار عبداً، وعندما صار عبداً صار رباً، فـ " العبودية جوهرة كنهها الربوبية" فمن ملك هذه الجوهرة تحققت ربوبيته -بالله تعالى لا بالاستقلال - بالنسبة إلى الأشياء الأخرى) (١).

وتأييداً لأقواله الباطلة، يستورد الوحيد الخراساني حديثاً من أحد أقطاب الفرقة الخطابية الملعونة والبائدة التي كانت تؤله الإمام الصادق وهو المفضل بن عمر يقول فيه كذباً وزوراً وبهتاناً: (إنه سمع أبا عبد الله (ع) يقول في قول الله تعالى {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا}: رب الأرض إمام الأرض. قلت: فإذا خرج يكون ماذا؟ قال: إذن يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزئون بنور الإمام) (٢).

واستناداً إلى أقوال الغلاة هذه يعتقد الشيخ الوحيد الخراساني: (إنّ إمام العصر هو صاحب مقام الإمامة المطلقة، أي العلم المطلق والقدرة المطلقة والإرادة المطلقة والكلمة التامة والرحمة الواسعة) (٣).

ويقول: (لا شك أنّ إمام الزمان جوال في زيارة أولياء الله ولا حجاب أمامه، فمن هو "فاعل ما به الوجود" لا يكون محجوباً) (٤).

ومع أنّ الله عز وجل ينهانا عن دعاء غيره ويقول {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُون} (٥) ويقول {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللهِ مَا


(١) المصدر نفسه ص٤١
(٢) المصدر نفسه ص٦٤
(٣) المصدر نفسه ص٤٥
(٤) المصدر نفسه ص٤٤
(٥) سورة الأحقاف آية ٥

<<  <   >  >>