التخلص منه إلا بالاعتراف بأنّ مسألة الخلافة وإمامة الإثنى عشر لا تستحق أن تكون بحال من الأحوال مسألة مفاصلة بين إيمان وكفر وإنما هي قضية اجتهادية في أحسن أحوالها.
فإن لم يحن الوقت بعد لتخطي أحقاد الماضي وإلى الارتقاء بمستوى الحوار بين الطرفين بحيث لا تطغى لغة العاطفة على لغة الدليل، فمتى يحين الوقت؟!
إنه لمن المحزن أن تجد الحوزات العلمية التي يُفترض فيها أن تقود شيعة اليوم نحو الوحدة الإسلامية أو لنقل نحو تقليل حدة الصراع بين أهل السنة والشيعة، تُصر وبكل ما أُوتيت من قوة على اجترار أحقاد الماضي وعلى المضي قُدماً على خطى السابقين في تكفير الخصوم واستحلال حُرماتهم بغيبة وسباب ولعن وبراءة وما إلى ذلك!
يقول آية الله العظمى أبو القاسم الخوئي في "مصباح الفقاهة في المعاملات": (ثبت في الروايات والأدعية والزيارات جواز لعن المخالفين، ووجوب البراءة منهم، وإكثار السب عليهم واتهامهم والوقيعة فيهم: أي غيبتهم، لأنهم من أهل البدع والريب. بل لا شبهة في كفرهم لأنّ إنكار الولاية والأئمة حتى الواحد منهم، والاعتقاد بخلافة غيرهم وبالعقائد الخرافية كالجبر ونحوه يوجب الكفر والزندقة، وتدل عليه الأخبار المتواترة الظاهرة في كفر منكر الولاية، وكفر المعتقد بالعقائد المذكورة وما يشبهها من الضلالات. ويدل عليه أيضاً قوله عليه السلام في الزيارة الجامعة (ومن جحدكم كافر) وقوله عليه السلام فيها أيضاً: (ومن وحّده قُبِل عنكم)، فإنه ينتج بعكس النقيض أنّ من لم يقبل عنكم لم يوحده، بل هو مشرك بالله العظيم)!! (١)