للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن كان الأمر كذلك فإنّ المرء ليتساءل عن سند عقيدة (الإمامة)، فكتاب الإسلام العظيم (القرآن) تُذكر فيه مرات وتؤكد كرات الأصول التي يقوم عليها دين الإسلام، ولا ذكر فيه لشأن الأئمة الإثني عشر أو الإمامة من بعد الرسول رغم دعوى الشيعة الإثني عشرية كون الإمامة من الأصول بل من أعظم الأصول!

أوليس من العجيب أن يتحدث القرآن عن الجهاد تارة وعن السلم تارة أخرى ويناقش القضايا الأخلاقية ويفصّل في بعض الفقهيات كطريقة الوضوء والتيمم ويُصنّف أنواع المحرّمات من الطعام والشراب ثم يتجاهل إمامة الإثني عشر التي يصفها آل كاشف الغطاء بأنها (منصب إلهي كالنبوة)؟!

وكأني بالإمام علي بن أبي طالب وهو يرد على الخوارج في استدلالاتهم العقائدية التي لم ينطق بها القرآن يرد كذلك على الذين جعلوا إمامة الإثني عشر أعظم شيء في الدين وفضلوا الأئمة على المرسلين، في حين أنّ القرآن لم ينطق بها ولم يتطرق إليها!

يقول الإمام علي بن أبي طالب: (أم أنزل الله سبحانه ديناً ناقصاً فاستعان بهم على إتمامه؟! أم كانوا شركاء له، فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى؟! أم أنزل الله سبحانه ديناً فقصّر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن تبليغه وأدائه، والله سبحانه يقول {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْء} وفيه تبيان كل شيء) (١).


(١) نهج البلاغة ص٦١ رقم (١٨) (ومن كلام له عليه السلام في ذم اختلاف العلماء في الفتيا).

<<  <   >  >>