للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا يصح حمل (العين) في اللفظ الأول على الجاسوس ولا في الثاني على عين الماء ولا عين الإنسان في اللفظ الثالث للقرائن اللفظية المانعة من ذلك والحاملة على تفسير (العين) الأولى بعين الإنسان، والثانية بالجاسوس، والثالثة بعين الماء، اللهم إلا عند غير العقلاء أو المعاندين.

أرأيت ما قصد يوسف عليه السلام بكلمة (الرب) في قوله الذي حكاه الله عنه {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ} (١) وقوله {أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً} (٢)، هل يحتمل السياق وقرائنه أن نفسّر لفظ (الرب) هنا بغير الملك؟!

وبنظرة استقرائية لكتاب الله تعالى نجد أنّ لفظ (الإمام) قد ذُكر وأريد به معنى (الشخص المقتدى به) في آيات عدة هي:

قوله تعالى {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} (٣).

وقوله {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} (٤).

وقوله {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (٥) وقوله {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} (٦).


(١) سورة يوسف آية ٤٢
(٢) سورة يوسف آية ٤١
(٣) سورة الفرقان آية ٧٤
(٤) سورة الأنبياء آية ٧٣
(٥) سورة البقرة آية ١٢٤
(٦) سورة التوبة آية ١٢

<<  <   >  >>