للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نظر الكلب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال بلسان فصيح بإذن الله تعالى: السلام عليك يا رسول الله، ما الذي جاء بك ولِمَ تريد قتلي؟ قال: خرقت ثياب فلان وفلان وخدشت ساقيهما، قال: يا رسول الله، إنّ القوم الذين ذكرتهم منافقون نواصب يبغضون ابن عمك علي بن أبي طالب (١) ولولا أنهم كذلك ما تعرضت لهم ولكنهم جازوا يرفضون علياً ويسبونه فأخذتني الحمية الأبية والنخوة العربية (٢) ففعلت بهم) (٣).

ومن ذلك ما روي عن قنبر مولى أمير المؤمنين عليه السلام قال: كنت عند أمير المؤمنين (ع) إذ دخل رجل فقال: يا أمير المؤمنين، إني أشتهي بطيخاً، قال: فأمرني أمير المؤمنين (ع) بشراء بطيخة فوجّهت بدرهم فجاءونا بثلاث بطيخات فقطعت واحداً فإذا هو مُرّ، فقلت: مُرّ يا أمير المؤمنين، فقال: ارم به، من النار وإلى النار، قال: فقطعت الثاني فإذا هو حامض فقلت: حامض يا أمير المؤمنين، فقال: ارم به، من النار وإلى النار، قال: فقطعت الثالث فإذا هو مَدُودَةٌ، فقلت: مَدُودَةٌ يا أمير المؤمنين، فقال: ارم به، من النار وإلى النار.

قال: ثم وُجهتُ بدرهم آخر فجاءونا بثلاث بطيخات فوثبت على قدمي فقلت: أعفني يا أمير المؤمنين عن قطعه، كأنه تأثم بقطعه.

فقال له أمير المؤمنين: اجلس يا قنبر فإنها مأمورة، فجلست فقطعت فإذا هو حلو.

فقلت: حلو يا أمير المؤمنين فقال: كل وأطعمنا.


(١) سبحان الله، جعلوا الكلاب أيضاً تؤمن بالولاية!
(٢) تعجبني هذه النخوة العربية، كلب وعنده نخوة عربية!
(٣) الروضة في فضائل أمير المؤمنين ص٢٠٢ - ٢٠٣ (حديث علي ولي الله) ومدينة المعاجز ١/ ٢٦١ - ٢٦٢ (قصة الكلب الذي خرق ثوب الناصب لأمير المؤمنين) – رواية رقم (١٦٧) وبحار الأنوار ٤١/ ٢٤٧

<<  <   >  >>