للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو اعتراف صريح من هذا العالم الشيعي الكبير بأنّ الإمامة في الآيات محمولة على معنى النبوة، فالأنبياء الذين نص الله تعالى على إمامتهم هم أنبياء يحرسون رسالة من سبقهم ويدعون إليها، وأنّ الإمامة بالمعنى الذي يفهمه الشيعة الإثنى عشرية خاصة بأئمة أهل البيت الإثنى عشر لا غيرهم.

وقد سبقه إلى هذا مير علي الحائري الطهراني في تفسيره لقوله تعالى {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِين} (١) إذ يقول: (والمراد بهذه الإمامة النبوة) (٢).

ثالثاً: هناك من علماء الشيعة الإثني عشرية من أذعن للحق فصدع به مبيناً أنّ الإمامة في الآية الكريمة هي النبوة أو الرسالة صراحة أو ضمناً، ومن هؤلاء:

*المحقق الحلي حيث يقول في كتابه "المسلك في أصول الدين" عن عصمة النبي: (وأما قبل النبوة فهو معصوم عن تعمّد المعصية صغيرة كانت أو كبيرة، ويدلّ عليه من القرآن قوله {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين}).

ويقول في "الرسالة الماتعية": (وإذا عرفت أنّ الأنبياء نصبوا لإرشاد الخلق، وجب أن يكونوا معصومين من الذنوب كبيرها وصغيرها لأنهم قدوة الخلق، فلو جاز وقوع الخطأ منهم لحمل ذلك على اتّباعهم فيه. ويدل على ذلك من القرآن قوله تعالى {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين}) (٣).


(١) سورة الأنبياء آية ٧٢ - ٧٣
(٢) مقتنيات الدرر ٧/ ١٧٢
(٣) المسلك في أصول الدين ص١٥٥ وتليه الرسالة الماتعية ص٣٠٣ - ٣٠٤

<<  <   >  >>