الدين وبما علموه من كلام الله وكلام رسوله لم يكن هؤلاء قد سمعوا من الإمام علي بن أبي طالب بلاغاً خاصاً يهتدون به بل اهتدوا بما علموه من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
فهل يُقال عنهم مهتدون أم ضالون؟ فإن قيل (مهتدون) كان ذلك كافياً في إبطال الرواية، وإن قيل (ضالون) كان هذا خلاف ما دل عليه كتاب الله وسنة نبيه وإجماع المسلمين.
كما أنّ في الرواية إجحافاً واضحاً بحق باقي الصحابة الذين اهتدى على أيديهم خلق لا يُحصون عدداً، فالرواية يُكذبها الواقع بلا ريب، فقد فتح الصحابة البلدان وانتشر العلم على يدي جماعة منهم كعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وعبد الله بن عباس وغيرهم فاهتدى الناس لسنة نبيهم وعرفوا تعاليم دينهم من خلال هؤلاء الصحابة، فما الذي جعل الهداية حكراً على الإمام علي رضي الله عنه دون هؤلاء؟!
ثانياً: قوله تعالى {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَاد} نكرة في سياق الإثبات، وهذا لا يدل على شخص معين دون غيره، فدعوى دلالة هذه الآية على علي بن أبي طالب أو أبي بكر أو عمر أو غيرهم باطلة ما دام النص القرآني لا يدل على ذلك، وما دامت الرواية المذكورة في هذا الشأن لا تصح سنداً ولا متناً.
ثالثاً: قال الشيخ محمد بن الحسن الحلي (الملقب بابن العلامة) في كتابه "إيضاح الفوائد في شرح إشكالات القواعد ١/ ٤" ما نصه: (نسبة الإرشاد إلى الأنبياء ونسبة التكميل إلى الأوصياء إشارة إلى قوله تعالى {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَاد} وجعل النبي للتبليغ والوصي للتكميل!).
وأقول: أي قلة حياء هذه في أن يُنسب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه ترك مهمة إكمال الدين لغيره؟!