للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عند الله) (١) وقد كان عليه الصلاة والسلام يعني بذلك نفسه الشريفة لكنه لم يصرّح بذلك لحكمة يعلمها هو صلى الله عليه وآله وسلم.

هذا على فرض قبول الرواية، وإلا فالسدي المذكور في الرواية وإن كان هو (السدي الكبير) إلا أنه يُتحفظ على رواياته كثيراً.

قال عنه أبو زرعة: لين الحديث، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه لكن لا يُحتج به، وقال عبد الرحمن مهدي: ضعيف، وقال يحيى بن معين: ضعيف، وهو متهم بالتفسير عند الشعبي وإبراهيم النخعي.

خامساً: اختلفت أقوال المفسرين في المراد بقوله تعالى {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَاد} على قولين:

فذهب ابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد والضحاك وعكرمة والنخعي إلى أنّ المراد بالهادي هو (الله تعالى).

وذهب الحسن وعطاء وقتادة وأبو الضحى إلى أنّ المراد بالهادي هو (النبي صلى الله عليه وآله وسلم).

وكلا القولين صحيح باعتبار ما يُراد من الآية، فإن أُريد بالهداية هنا (هداية السداد والتوفيق) فهذه لا تكون إلا لله عز وجل.

فيكون معنى الآية: (إنما عليك الإنذار، وعلينا الهداية).

وإن أُريد بالآية (هداية الإرشاد والتبليغ) فهذه واقعة في حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دون غيره.


(١) صحيح البخاري – كتاب الصلاة – باب الخوخة والممر في المسجد – حديث رقم (٤٦٦).

<<  <   >  >>