للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سادساً: روت كتب الفريقين (السنة والشيعة) أقوالاً لبعض أئمة وعلماء أهل البيت ينفون فيها أن يكون المراد بحديث الغدير النص على إمامة علي من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

فقد روى الإمام محمد بن عاصم الأصبهاني عن الفضيل بن مرزوق قوله: (سألت عمر ابن علي وحسين بن علي عمّي جعفر (١) فقلت: هل فيكم إنسان من أهل البيت أحد مفترض طاعته تعرفون له ذلك؟ ومن لم يعرف له ذلك فمات، مات ميتة جاهلية؟

فقال: لا والله، ما هذا فينا، من قال هذا فينا فهو كذّاب.

قال: فقلت لعمر بن علي: رحمك الله، إنّ هذه منزلة، إنهم يزعمون أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصى إلى علي وأنّ علياً أوصى إلى الحسن، وأنّ الحسن أوصى إلى الحسين وأنّ الحسين أوصى إلى ابنه علي بن الحسين، وأنّ علي بن الحسين أوصى إلى ابنه محمد بن علي.

قال: والله لقد مات أبي (٢) فما أوصاني بحرفين، مالهم قاتلهم الله!، إنّ هؤلاء متأكلين بنا هذا خُنيس، وهذا خُنيس الحُرّ، وما خُنيس الحُرّ.

قال: قلت له: هذا المعلّى بن خُنيس؟ قال: نعم، المعلّى بن خُنيس، والله لقد أفْكرت على فراشي طويلاً أتعجب من قومٍ لبس الله عز وجل عقولهم حتى أضلهم المعلّى بن خُنيس (٣).


(١) المراد بجعفر هنا هو الإمام جعفر الصادق، والإمامان عمر وحسين هما عمّا الإمام جعفر.
(٢) أي الإمام زين العابدين (علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب).
(٣) المعلى بن خنيس هو أحد رواة الشيعة الإثنى عشرية المعدودين عندهم من جملة أصحاب الإمام جعفر الصادق، وفي الرواية تصريح من الإمامين (عمر بن علي) و (حسين بن علي) عمّي الإمام جعفر الصادق بأنّ ما يُذكر عن آل البيت من أنّ فيهم أئمة مفترضي الطاعة إنما هو محض افتراء عليهم، وقد أشار الإمام عمر ابن علي إلى أحد الذين تولوا كِبَر هذه المقالة وهو (المعلّى بن خُنيس).

<<  <   >  >>