للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله يعلم أنا لا نُحبكم ... ولا نلومكم ألا تحبونا

وأما المولى بمعنى المُعتق والمُعتق، فأظهر من أن يُكشف، يُقال: فلان مولى فلان يعني مُعتقه ومالك ولائه، وفلان مولى فلان يراد به مُعتق له، وأما المولى بمعنى الموالى المُحب فظاهر في اللغة، يُقال فلان مولى فلان أي محب له وولي له، وقد روي في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (مُزينة وجُهينة وأسلم وغِفارُ وأشجع موالٍ، ليس لهم مولى دون الله ورسوله) (١) أي مُحبون موالون لهما.

وأما المولى بمعنى الجار فمعروف في اللغة، قال مربع بن دعدعة، وكان جاور كُليب بن يربوع فأحسنوا جواره:

جزى الله خيراً والجزاء بكفّه ... كُليب بن يربوع وزادهم حمدا

هم خلطونا بالنفوس وألجموا ... إلى نصر مولاهم مسومة جُردا

أي إلى نصر جارهم.

وأما المولى بمعنى الصهر فمعروف أيضاً، قال أبو المختار يزيد بن قيس الكلابي في ظلامته إلى عمر في أمرائه:

فلا تنسينّ النافعين كليهما ... وهذا الذي في السوق مولى بني بدر

وكان الرجل صهراً لبني بدر.

وأما المولى بمعنى الحليف فمذكور أيضاً، قال بعض الشعراء:

موالي حلف لا موالي قرابة ... ولكن قطيناً يعصرون الصنوبرا


(١) رواه مسلم –كتاب فضائل الصحابة– باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ومزينة وتميم ودوس وطيء – حديث رقم (٢٥٢٠).

<<  <   >  >>