للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(فإنّ بني عبد المطلب لم يُعقِب منهم كما هو معلوم إلا أربعة: العبّاس، وأبو طالب والحارث، وأبو لهب. وجميع ولد عبد المطلب من هؤلاء الأربعة وهم بنو هاشم، ولم يدرك النبوة من عمومته إلا أربعة: العباس وحمزة وأبو طالب وأبو لهب، وأما العمومة وبنو العمومة فأبو طالب كان له أربعة بنين: طالب وعقيل وجعفر وعليّ.

وأما العباس فبنوه كلهم صغار، إذ لم يكن فيهم بمكة رجل، وهَبْ أنهم كانوا رجالاً فهم: عبد الله وعبيد الله والفضل، وأما قثم فوُلد بعدهم، وأكبرهم الفضل، وبه كان يكنَّى، ولم يُولد للعباس في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا الفضل وعبد الله وعُبيد الله، وأما سائرهم فوُلدوا بعده.

وأما الحارث بن عبد المطلب وأبو لهب فبنوهما أقل، والحارث كان له ابنان: أبو سفيان وربيعة، وبنو أبي لهب ثلاثة ذكور، فأسلم منهم اثنان: عتبة ومعتب (١) (٢).

٢ـ رواية الدار المذكورة آنفاً معارضة برواية أخرى اتفق أهل الحديث على صحّتها وثبوتها فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عباس رضي الله عنهما قال (لمّا نزلت {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِين}. صعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الصّفا، فجعل ينادي: يا بني فهر، يا بني عدِي، لبطون قريش، حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش فقال: أرأيتكم أنّ خيلاً بالوادي تريد أن تُغير عليكم أكنتم مصدقِّي، قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقاً، قال: فإنِّي نذير


(١) في الأصل المطبوع (مغيث) بدل (معتب) وهو تصحيف جلي يُستغرب غفلة المحقق عنه.
(٢) منهاج السنة النبوية ٧/ ٣٠٤ - ٣٠٥ بتصرف

<<  <   >  >>