وعند الطوسي في "الغيبة ص٤٣٧" والمجلسي في "بحار الأنوار ٥٢/ ٢٠٩": (قال أبو عبد الله (ع): لا يخرج القائم حتى يخرج اثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه).
ومن المعلوم بأنّ القائم المذكور في الرواية هو المهدي المنتظر عند الشيعة، وخروجه يكون في آخر الزمان وهو في معتقد الطائفة أحد الأئمة الإثني عشر، لكن الرواية الشيعية تفيد أنّ ثمة (إثني عشر من بني هاشم) سيخرجون قبله، كلهم يطلب الخلافة لنفسه، والسؤال هنا: لماذا لا يكون هؤلاء الإثنا عشر هم أنفسهم الإثنا عشر المذكورون في الحديث؟!
لماذا يريد الشيعة الإثنا عشرية أن يتحكموا في الأمة كلها بجميع فرقها ومذاهبها ويلزمونهم باعتقاد النص على إثني عشر اختاروهم بأنفسهم ولم ينص عليهم الحديث لا بأسمائهم ولا بأوصافهم؟!
سادساً: إنّ التاريخ ليشهد بأنّ الشيعة بفرقهم المتعددة مختلفون في معرفة الأئمة وفي أعدادهم اختلافاً لا يكاد يُحصى إلا بِكُلفة، كما حفلت بتصوير ذلك كتب الفرق والنحل والتي ذكرت اختلاف الشيعة بعد موت كل إمام في من يكون الإمام من بعده.
ولو أخذنا بنظرية الشيعة الفطحية الذين يشترطون الوراثة العمودية في الإمامة، لأصبح الإمام الحسن العسكري هو الإمام الثاني عشر، بعد الإقرار بإمامة عبد الله بن الأفطح بن جعفر الصادق أو الاعتراف بإمامة زيد بن علي الذي اعترف بإمامته قسم من الشيعة الإمامية الأولى.
فهل يصلح لمنصف عاقل أن يبني دينه وعقيدته على قاعدة هشة لا تصمد أمام النقد العلمي بهذه الصورة؟!