للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن الإمام جعفر الصادق أيضاً أنه قال: (لا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره، ثم قال: أمرني والدي بثلاث ونهاني عن ثلاث (١)، فكان فيما قال لي: يا بني مَنْ يصحب صاحب السوء لا يسلم (٢)، ومن يدخل مداخل السوء يُتهم ومن لا يملك لسانه يندم) (٣).

وقد روي عن نبي الله سليمان عليه السلام أنه قال: (لا تحكموا على رجل بشيء حتى تنظروا إلى من يصاحب، فإنما يُعرف الرجل بأشكاله وأقرانه، ويُنسب إلى أصحابه وأخدانه) (٤) فما أعظمه من حديث وما أقواها من دلالة.

وفي هذا يقول الشاعر: ... عن المرء لا تَسَلْ وسل عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن يقتدي

بعد استعراض هذه الروايات ماذا يستطيع أن يقول المرء عن صحابة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعن الرجل الذي اختارهم ورضي بصحبتهم وقرّبهم وصاهرهم أو كانوا أصهاراً له؟!

أولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة ... لا تحكموا على رجل بشيء حتى تنظروا إلى من يصاحب، فإنما يُعرف الرجل بأشكاله واقرانه، ويُنسب إلى أصحابه وأخدانه ... ما صدى هذه الكلمات في نفسك وفي ضميرك؟


(١) لاحظ أنّ الوصية هنا من الإمام الباقر إلى ابنه الإمام الصادق – وكلاهما معصومان عند الشيعة الإثني عشرية – فانظر إلى حرص الباقر على الصحبة الصالحة وانظر بالمقابل إلى الذين ينسبون إلى رسول الله أنه ما أحسن اختيار أصحابه ولا أصهاره ولا حتى زوجاته! ولا حول ولا قوة إلا بالله
(٢) نعم لا يسلم من يصاحب صاحب السوء، لا يسلم من تشويه السمعة، ومن الاتهام بالباطل، ومن نسبة أفعال صاحبه إليه.
(٣) بحار الأنوار ٧١/ ١٩١
(٤) بحار الأنوار ٧١/ ١٨٨ عن كنز الفوائد للكراجي

<<  <   >  >>